استهداف الصحفيين في غزة … إسكات للحقيقة وقتل للشهود

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، تحول القطاع إلى أخطر مكان في العالم لممارسة مهنة الصحافة. تشير التقارير إلى أن الصحفيين الفلسطينيين يتعرضون لاستهداف ممنهج يهدف إلى إسكات الشهود ومنع توثيق الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.

أرقام صادمة :

• وفقًا للجنة حماية الصحفيين (CPJ)، قُتل 176 صحفيًا وعاملًا في وسائل الإعلام حتى 7 مايو 2025، من بينهم 168 فلسطينيًا، واثنان إسرائيليان، وستة لبنانيين.

• في عام 2024 وحده، سُجل مقتل 124 صحفيًا وعاملًا في وسائل الإعلام، مما يجعله العام الأكثر دموية للصحفيين منذ بدء توثيق هذه الحالات قبل أكثر من ثلاثة عقود. 

• في 31 يوليو 2024، قُتل الصحفي إسماعيل الغول والمصور رامي الريفي، العاملان في قناة الجزيرة، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارتهما في مخيم الشاطئ، رغم ارتدائهما سترات الصحافة ووجود علامات واضحة على مركبتهما.

• في 7 مايو 2025، قُتل الصحفيان نور الدين مطر عبده ويحيى صبيح في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الكرامة في حي التفاح، والتي كانت تؤوي عائلات نازحة.

• في يناير 2024، اعترفت إسرائيل باستهداف سيارة كانت تقل الصحفيين حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا، متهمة إياهما بالانتماء إلى جماعات إرهابية، وهي تهم نفاها زملاؤهما وعائلاتهما بشدة.

استهداف ممنهج :

تشير منظمات حقوقية، مثل “مراسلون بلا حدود” (RSF)، إلى أن العديد من الصحفيين قُتلوا أثناء تأدية عملهم، في هجمات تُظهر أدلة على الاستهداف المتعمد. كما أفادت RSF بأن بعض الصحفيين قُتلوا في منازلهم أو أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية، مما يعكس نمطًا من الاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين.

دعوات للمساءلة الدولية :

قدمت RSF أربع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية خلال عام 2024، تتهم فيها الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب ضد الصحفيين في غزة، وتطالب بفتح تحقيقات دولية ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

تُظهر هذه الأرقام والوقائع أن الصحفيين في غزة لا يُقتلون بالصدفة، بل في إطار حملة ممنهجة لإسكات الشهود ومنع نقل الحقيقة. ومع استمرار هذه الانتهاكات، تزداد الحاجة إلى تدخل دولي عاجل لحماية الصحفيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

؟

مرهف مينو – مصدر