
فرنسا برس : إسرائيل تستخدم ملف الدروز لتحقيق أهداف استراتيجية في سوريا
محادثات سرية بين سوريا وإسرائيل بوساطة إماراتية لبحث الأمن والاقتصاد
ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن دعم إسرائيل للطائفة الدرزية في سوريا لا ينطلق من دوافع إنسانية، بل يأتي في إطار خطة استراتيجية لتوسيع نفوذها الإقليمي، خصوصاً بعد سقوط نظام بشار الأسد وتصاعد التوترات الطائفية.
في أيار 2025، شنّت إسرائيل غارة قرب القصر الرئاسي في دمشق، مبرّرة ذلك بحماية الدروز جنوب البلاد. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد التزام بلاده بحماية هذه الطائفة، فيما دعا وزير المالية سموطريتش إلى تقسيم سوريا وإنشاء “حكم ذاتي درزي”.
ويرى محللون أن هذه الخطوات تهدف لتعزيز الوجود الإسرائيلي في الجنوب السوري، مستغلّة هشاشة الوضع الداخلي السوري. وأشار الباحث أندرياس كريغ إلى أن إسرائيل توظف خطاب حماية الأقليات كذريعة للتدخل العسكري.
التقرير خلص إلى أن تل أبيب تحاول فرض واقع جديد في سوريا، مستغلة الانقسامات الطائفية لتعزيز دورها في معادلة ما بعد الأسد.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن عقد ثلاثة لقاءات سرية بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في أبو ظبي بين 5 و7 مايو، بوساطة إماراتية، لمناقشة ملفات أمنية واقتصادية حساسة، وسط توترات إقليمية متصاعدة.
الاجتماعات ركزت على الغارات الإسرائيلية داخل سوريا، ومصير “قوات سوريا الديمقراطية”، والوجود الإيراني، إضافة إلى ملف الأسلحة الكيميائية. كما ناقشت الأطراف إمكانية التعاون الاقتصادي، بما يشمل التعليم والطاقة والخدمات الطبية.
وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده تسعى لخفض التصعيد وبناء علاقات أكثر استقراراً مع إسرائيل، مشيراً إلى رغبة سوريا في الابتعاد عن النفوذ الإيراني. من جهته، شدد الوفد الإسرائيلي على أهمية حماية الأقلية الدرزية ووقف أي تهديدات أمنية ضدها.
وتشير التقارير إلى انقسام داخل الإدارة الأميركية بشأن التعامل مع الحكومة السورية الجديدة، بين متشككين ومؤيدين لنهج الشرع، في حين يراهن بعض المراقبين على أن هذه القناة الخلفية قد تفتح الباب أمام تسوية سياسية أوسع في المنطقة.
مصدر