
حملة واسعة لإزالة رموز النظام البائد في المدن المحررة
تتواصل في المدن السورية المحررة من قبضة نظام بشار الأسد، حملات مدنية ورسمية لإزالة رموز النظام السابق من شوارع ومرافق عامة ومحال تجارية، في خطوة تعكس رغبة مجتمعية واسعة في التخلص من مخلّفات عقود من الاستبداد والتسلط البصري والسياسي.
وشملت هذه الحملة إزالة صور حافظ وبشار الأسد، وتماثيلهم، والشعارات الحزبية التي كانت تملأ الجدران والواجهات العامة، والتي يعتبرها السوريون رموزاً لقمع طويل الأمد ارتبط في ذاكرتهم بالقهر والفساد والانهيار المؤسسي.
في اللاذقية، أصدر مجلس المدينة يوم 19 أيار/مايو 2025 تعميماً يُلزم جميع أصحاب الفعاليات التجارية والاقتصادية بإزالة كافة الشعارات والصور المرتبطة بالنظام السابق خلال 48 ساعة، مهدداً بعقوبات قانونية للمخالفين.
أما في حلب، فقد أطلق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في 11 نيسان/أبريل حملة تنظيف واسعة بعنوان “رجعنا يا حلب”، شارك فيها أكثر من 100 متطوع و30 آلية خدمية، شملت إزالة الصور والشعارات من المباني العامة، بدعم رسمي من محافظة المدينة.
وفي حمص، بادر عدد من الشبان يوم 12 نيسان/أبريل بإطلاق مبادرة لإزالة رموز النظام من الشوارع، وُصفت بأنها تمثل بداية فعلية لمرحلة جديدة تكرّس قيم الحرية والكرامة.
كما أصدرت محافظة حلب قراراً رسمياً في 8 نيسان يُلزم بإزالة كافة رموز النظام السابق على نفقة أصحاب المحال والمباني، مع تشديد على تطبيق المساءلة القانونية بحق المخالفين.
ولاقت هذه الحملات ترحيباً واسعاً من المواطنين، الذين اعتبروها خطوة ضرورية لتحرير الفضاء العام من إرث التقديس الإجباري، واستعادة المعنى الحقيقي للانتماء الوطني بعيداً عن عبادة الأشخاص وتمجيد السلطة.
ويؤكد ناشطون أن هذه الجهود تحمل رسائل سياسية وثقافية مهمة، مفادها أن الثورة السورية ليست مجرد انتفاضة ضد حكم قمعي، بل مشروع تحرر متكامل يهدف إلى إعادة بناء المجتمع على أسس العدالة والمواطنة، وتطهير الوعي الجمعي من ثقافة الاستبداد التي رسّخها النظام البائد لعقود.
أحد المواطنين لخّص الموقف بقوله: “كفانا تمجيداً للأشخاص. انتماؤنا يجب أن يكون للوطن، لا للطغاة.”
؟
عن شبكة شام



