أوقف هجوم الطعن في هامبورغ فأغرقوه بالكراهية : “بطل سوري” في وجه الحقد الإلكتروني الالماني

في مشهد بطولي هزّ ألمانيا وأشاد به الإعلام المحلي، تصدّى شاب سوري يبلغ من العمر 19 عاماً لامرأة مسلّحة بسكين كانت تطعن المارة بشكل عشوائي داخل محطة القطار الرئيسية في مدينة هامبورغ شمالي البلاد، يوم 23 أيار/مايو الماضي، وتمكن من منع مجزرة محققة وإنقاذ حياة عشرات الأبرياء.

الشاب، واسمه محمد المحمد، وُصف بأنه “بطل هامبورغ” بعدما أوقف المهاجِمة التي أسفرت هجماتها عن إصابة 18 شخصاً تراوحت أعمارهم بين 19 و85 عاماً. لكن هذا الشاب، الذي خاطر بحياته لمنع سقوط ضحايا جدد، يجد نفسه اليوم هدفاً لحملة كراهية واسعة عبر الإنترنت، يُشكّك فيها كثيرون في بطولته وحتى في وجوده من الأساس.

من البطولة إلى التنمّر الرقمي

منصات التواصل الاجتماعي الألمانية امتلأت بمنشورات تشكّك بواقعة التدخل وتصفها بـ”المسرحية الإعلامية”، وتزعم أن “بطل هامبورغ” شخصية وهمية اخترعها الإعلام. محمد قال في مقابلة مع منصة “أمل”:
“أجد كل ذلك مؤلمًا للغاية، لكنني أحاول ألا أسمح له بالتأثير عليّ كثيرًا”.

ويؤكد أنه تلقى رسائل دعم من سوريين ومهاجرين، لكنه أُغرق في المقابل بكمّ هائل من الرسائل العدائية من الألمان، تتهمه بالكذب وتصفه بأنه “متسلق على مأساة”. ورغم ذلك، لا يشعر بالندم:
“سأفعل الشيء نفسه مرة أخرى، إنسانيتي لا تسمح لي بأن أقف متفرجاً على أشخاص يُطعنون، ثم أصمت.”

محمد، الذي ينحدر من ريف حلب الجنوبي، وصل إلى ألمانيا بمفرده عام 2022، وهو لا يحمل إقامة رسمية، ويعيش في ظروف سكن صعبة دون أن يتمكن من الالتحاق بأي مدرسة حتى الآن. يقول:
“أردت الذهاب إلى المدرسة، لكنهم قالوا إنهم لا يستطيعون إيجاد مكان لي. حياتي أصبحت ضبابية.”

رجل أنقذ أرواحاً… فاتهموه بالكذب

حالة محمد تفتح باباً للنقاش حول العنصرية الرقمية المتزايدة، وتضييق الخناق على اللاجئين حتى في لحظات إنسانيتهم الكبرى. شاب لا يملك إقامة ولا تعليم ولا حتى مكاناً مستقراً للنوم، لكن عندما كان هناك خطر، لم يتردد لحظة في التدخل.

لقد أنقذ محمد أرواحًا، بينما هناك من اختار أن يطعنه بكلمات مسمومة.
ورغم كل شيء، لا يزال يرد بابتسامة: “الحمد لله، فعلت ما يمليه عليّ ضميري.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى