أهالي حمص يستيقظون على لوحات مشروع “بوليفارد النصر” وصدمتهم تجاهل الأحياء الثائرة المدمرة

استفاق أهالي حمص على ظهور لوحات ضخمة لمشروع “بوليفارد النصر” في وسط المدينة، وهو المشروع الذي أثار صدمة واسعة، خاصة بعد أن تبين تجاهله الكامل للأحياء القديمة المدمرة التي تحمل أثقال الحرب، وتركز بدلاً من ذلك على الأحياء السليمة التي لم تتضرر بشكل كبير وأسعار عقاراتها بالملايين من الليرات السورية.

انطلق مشروع “بوليفارد النصر” لتطوير وسط مدينة حمص وتحويلها إلى منطقة سكنية وتجارية حديثة على مساحة تقارب 2 مليون متر مربع، تشمل مجمعات سكنية، مراكز تجارية، ومساحات خضراء، إلى جانب تطوير البنية التحتية بهدف تحفيز الاقتصاد وتحسين جودة الحياة. ومن المتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى بحلول عام 2026، بمشاركة شركات محلية ودولية.

رغم الطموحات الكبيرة، يواجه المشروع انتقادات واسعة من ناشطين وأهالي حمص، الذين استيقظوا على ظهور لوحات ترويجية للمشروع أظهرت تركيزًا على الأحياء السليمة اقتصاديًا والتي لم تتضرر خلال الحرب، متجاهلين الأحياء القديمة المدمرة التي كانت مهد الثورة السورية ومنطلقها. ويصف البعض هذا التوجه بأنه “بوليفارد للخذلان” لا للنصر، مؤكدين أن الإعمار الانتقائي يعمق الجراح ويكرس التمييز، في وقت يحتاج فيه السكان الذين دفعوا أثمانًا باهظة إلى دعم متكافئ.

يرى الأهالي والمهتمون أن الثورة خرجت من أجل العدالة الاجتماعية وكرامة الجميع، وليس فقط لتجميل الشوارع أو مشاريع ترفيهية في مناطق اقتصادية مهيمنة. كما يطالبون الجهات المعنية بتوفير معلومات واضحة وواقعية حول تقدم المشروع، بعيدًا عن الإعلانات فقط، ليتمكن الجميع من تقييم أثره على المجتمع.

يبقى المشروع في اختبار حقيقي يحدد ما إذا كان سيحقق أهداف التنمية الشاملة أو يعمّق الفجوة بين أحياء المدينة، وسط آمال كبيرة وتحديات كبيرة في آنٍ واحد.

مصدر – حمص – خاص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى