
عصابات احتيال تستهدف اللاجئين السوريين في أوروبا عبر خدعة “نقل الجوازات”
كشفت معلومات موثوقة عن أسلوب احتيال جديد تتبعه عصابات منظمة تستهدف اللاجئين السوريين المقيمين في أوروبا، من خلال مجموعات التواصل الاجتماعي المتخصصة بشؤون اللاجئين في دول مثل هولندا وألمانيا وفرنسا وغيرها.
تبدأ الحيلة بنشر منشورات من قبل أفراد مجهولين يدّعون أنهم قادمون من سوريا إلى إحدى الدول الأوروبية، ويعرضون “خدمة نقل الجوازات” من سوريا إلى أوروبا، مقابل أجر مادي يُدفع داخل سوريا بالليرة السورية، ويتراوح عادة بين 400 ألف إلى مليون ليرة، حسب نوع الجواز وسرعة التوصيل.
بعد الاتفاق، يقوم الضحية داخل أوروبا بتنسيق العملية مع أحد أقربائه أو معارفه داخل سوريا، فيتم تسليم الجواز ودفع المبلغ المطلوب، وغالبًا ما يتم إرسال الجواز إلى المحتال عبر شخص يُدعى “عامل التوصيل”.

غير أن المفاجأة تأتي في اليوم التالي، حين يتصل المحتال بالشخص الموجود في أوروبا، ويبلغه بأن الجواز “تم حجزه”، ويطلب مبالغ إضافية تتراوح بين مليون إلى مليونين ليرة سورية لقاء تسليمه، مهددًا بعدم إعادة الجواز أو إتلافه في حال لم تُرسل الأموال فورًا.
وبمجرد تحويل الأموال، يختفي المحتال كليًا، دون أن يُعيد الجواز أو يُكمل عملية النقل المزعومة.
رصدت “مصدر” العديد من الضحايا الذين تعرضوا لهذا الاحتيال -عبر جسابات وهمية- أكد الضحايا أنهم فقدوا جوازات سفرهم، وخسروا مبالغ كبيرة دون أن يتمكنوا من تتبع الفاعلين، خصوصًا أن العملية تتم دون أي إثباتات قانونية أو وثائق رسمية، ودون علم السلطات المختصة.


وتُشير معلومات حصلت عليها صحيفة “مصدر” إلى أن هذه العصابة منظمة وتدار من قبل شخص أو شخصين يقيمان في مناطق تخضع لسيطرة فلول النظام السوري، ويستفيدون من شبكة وسطاء محليين لتسهيل عمليات الاحتيال. وقد رُصدت تحركاتهم في عدد من الأحياء المعروفة بكونها بيئة حاضنة لأعمال التهريب والابتزاز.
وعندما تحرّت “مصدر” عن تفاصيل إضافية من خلال مصادر مطلعة في دائرة الأمن العام، تبيّن أن الأمر لا يقتصر على حالة أو حالتين، بل تم تسجيل مئات الشكاوى والحالات المماثلة، ما يؤكد أن هذه الظاهرة باتت منتشرة على نطاق واسع وتستهدف اللاجئين السوريين بشكل ممنهج ومدروس.
الجهات الحقوقية والمهتمة بشؤون اللاجئين تحذر من التعامل مع أي جهة أو شخص غير رسمي يعرض خدمات من هذا النوع، وتدعو إلى الإبلاغ الفوري عن أي محاولة مشابهة لتفادي الوقوع ضحية لهذا النوع من النصب المنظّم.
مصدر – خاص



