من واشنطن إلى السويداء.. تفاصيل مخطط “الهجري” لتمرد مسلح بدعم إسرائيلي

 خيوط مؤامرة خطيرة لمحافظة السويداء، بطلها شخصية غامضة تُدعى خلدون الهجري، الذي يقدم نفسه كـ”المنسق السياسي” للمجرم حكمت الهجري من مقره في الولايات المتحدة. ففي شهر فبراير الماضي، وبينما كانت الأوضاع في سوريا تتجه نحو هدوء حذر، كان خلدون الهجري يجلس مع مسؤولين أمريكيين في واشنطن، طارحاً على الطاولة خطة لا يمكن وصفها إلا بأنها وصفة لحرب أهلية جديدة.
الخطة، كما كشفتها صحيفة “الجمهورية”، كانت تقضي بإشعال تمرد مسلح واسع النطاق.
وبحسب ما عرضه خلدون الهجري، فإن هذا التمرد لن يقتصر على المجموعات الموالية للمجرم حكمت الهجري في السويداء، بل سيمتد ليشمل أطرافاً عسكرية من شرق سوريا، على رأسها “قوات سوريا الديمقراطية”، بالإضافة إلى مجموعات علوية من الساحل. أما الغطاء الناري والدعم المباشر، فسيأتي من إسرائيل، وفقاً لما روّج له الهجري نفسه.
ورغم خطورة الطرح، لم يلقَ مقترح الهجري حماساً في واشنطن، حيث لم يصدر أي رد رسمي أمريكي. كما أن “المنسق السياسي” فشل في تقديم أي دليل ملموس على وجود تنسيق حقيقي مع الأطراف التي زعم مشاركتها، أو حتى تصور عملي لكيفية تنفيذ هذا “الانقلاب” المزعوم.
عندما ووجه بهذه المعلومات، لم ينكر خلدون الهجري اجتماعاته، بل أقر بها لموقع “الجمهورية”، محاولاً تلطيف الموقف بالقول إن “كل شيء قابل للنقاش في السياسة”، وسارع للتأكيد على أن خياره المعلن هو “الدبلوماسية والحوار”. لكن أفعاله على الأرض كانت تناقض أقواله، فهو المتهم بإدارة صفحة “مشيخة العقل” كمنصة حصرية لآراء المجرم حكمت الهجري، لدرجة أنه قام بحذف بيان الاتفاق الذي وقعه الشيخ يوسف الجربوع، ونشر بياناً مناقضاً تماماً يدعو للتصعيد.
هذا المخطط أثار ردود فعل غاضبة من شخصيات درزية بارزة في سوريا ولبنان، التي سارعت لنفي أي صلة لها به، ووصفته بأنه “خطر استراتيجي على وحدة سوريا”. كما حذرت أوساط لبنانية من أن ما يجري هو محاولة إسرائيلية قديمة لإعادة إحياء مشروع “تحالف الأقليات” الذي يهدد استقرار المنطقة بأكملها.
الأخطر من ذلك، أن الحكومة السورية كانت على ما يبدو على علم بتحركات خلدون الهجري، وطلبت توضيحات مباشرة من المجرم حكمت الهجري نفسه. وبحسب المصادر، أنكر علمه بأي خطط من هذا النوع، وهو ما يطرح سؤالاً كبيراً حول من يتحدث باسم من، ويكشف عن أزمة ثقة عميقة داخل البيت الدرزي الواحد.
متابعة مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى