
القضاء الألماني يتهم لاجئاً سورياً بمحاولة قتل سائح إسباني في برلين
وجه القضاء الألماني اتهامات رسمية للاجئ سوري يُعتقد أنه من أنصار تنظيم “داعش”، بمحاولة القتل، على خلفية طعنه سائحاً إسبانياً في النصب التذكاري للهولوكوست وسط العاصمة برلين. جاء ذلك وفق ما أعلنه ممثلو الادعاء العام اليوم الثلاثاء.
أوضحت التحقيقات أن المشتبه به، المدعو وسيم م.، ويبلغ من العمر 19 عاماً، أصاب سائحاً من إقليم الباسك شمالي إسبانيا بجروح خطيرة في عنقه خلال هجوم نفذه في شباط الماضي داخل موقع النصب الشهير قرب بوابة براندنبورغ والسفارة الأميركية.
وأشارت النيابة الفدرالية إلى أن وسيم كان يعتنق “أيديولوجيا تنظيم داعش”، ويتبنى “آراء إسلامية متطرفة ومعادية للسامية”، مشددة على أنه انتقل من مدينة لايبزيغ إلى برلين لتنفيذ الهجوم، مستهدفاً “من يعتبرهم كفاراً يمثلون المجتمع الغربي الذي يرفضه”.
أفاد الادعاء أن وسيم بعث قبل تنفيذ الهجوم بصورة له إلى أعضاء في تنظيم “داعش”، على أمل أن يتبنّى التنظيم العملية. وقد تم توقيفه من قبل الشرطة بعد وقت قصير من الهجوم، وهو رهن الحبس الاحتياطي بانتظار محاكمته.
إلى جانب تهمة محاولة القتل، وُجهت إليه أيضاً تهمتا التسبب بإصابة جسدية خطيرة، ومحاولة الانضمام إلى منظمة إرهابية أجنبية. وذكرت تقارير سابقة أن المشتبه به وصل إلى ألمانيا في عام 2023.
تأثير سياسي وانتخابي: صعود اليمين المتطرف ومطالبات بترحيل اللاجئين
جاء الهجوم الذي نفذه اللاجئ السوري ضمن سلسلة من الاعتداءات التي نُسبت إلى أجانب وأثارت جدلاً واسعاً في ألمانيا، خصوصاً أنها جاءت قبيل الانتخابات التشريعية، ما ساهم في صعود لافت لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف والمعادي للمهاجرين.
وفاز في الانتخابات الائتلاف الذي يقوده تحالف “الاتحاد المسيحي الاشتراكي” و”الاتحاد المسيحي الديمقراطي”، والذي شكّل حكومة برئاسة المستشار فريدريش ميرتس، وشرع لاحقاً في فرض قيود أشد على الهجرة. كما ألمحت الحكومة الجديدة إلى نيتها استئناف عمليات الترحيل إلى سوريا، المعلّقة منذ عام 2012، في ظل تصاعد المخاوف الأمنية المرتبطة بجرائم ارتكبها لاجئون.



