أزمة مياه غير مسبوقة تهدد مليون ونصف المليون نسمة في حمص.

دقت محافظة حمص ناقوس الخطر معلنةً عن أزمة مياه غير مسبوقة تهدد حياة أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، بعد أن انخفض منسوب نبع “عين التنور”، المصدر الرئيسي لمياه الشرب في المدينة، إلى مستويات حرجة لم تشهدها المنطقة منذ قرن.
ووصل منسوب النبع، الذي يقع على بعد 32 كم جنوب غرب حمص، إلى 32% فقط من طاقته، مما أجبر المؤسسة العامة لمياه الشرب على خفض كميات الضخ اليومية بنسبة 45% مقارنة بالعام الماضي، وتطبيق نظام تقنين قاسٍ تصل فيه المياه إلى المنازل يوماً بعد يوم.
وعزا مدير الموارد المائية في حمص، المهندس محمد عبد الوهاب حسين، هذا التراجع الحاد إلى شح الأمطار الاستثنائي هذا العام، حيث لم تتجاوز نسبة الهطول 141 ملم، مقارنة بالمعدل الطبيعي البالغ 400 ملم، مما أثر بشكل مباشر على تدفق نهر العاصي والينابيع الجوفية.
وتتفاقم الأزمة بسبب تأخر تنفيذ المشاريع الاستراتيجية البديلة، مثل مشروع “أعالي العاصي”، الذي بقي حبراً على ورق، بالإضافة إلى خروج معظم الآبار الاحتياطية (52 بئراً) عن الخدمة بسبب الحرب والإهمال. وفي محاولة إسعافية، تعمل السلطات على إعادة تأهيل 12 بئراً بشكل عاجل، مع وعود بتشغيل المزيد قريباً.
ومع كل يوم ينخفض فيه منسوب “عين التنور”، تقف حمص أمام معركة حقيقية ضد العطش، في أزمة فرضها تغير المناخ وتأخر الحلول، وباتت كل قطرة مياه تحدد مصير المدينة في المستقبل.
مصدر – حمص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى