تحت الإقامة الجبرية والتهديد.. شيخا عقل الدروز ينتقدان دمشق بضغط من تيار الهجري

كشفت مصادر مقربة من مشيخة العقل في السويداء أن شيخَي طائفة الموحدين الدروز، يوسف جربوع وحمود الحناوي، يخضعان لضغوط شديدة وتهديدات بالقتل من قبل التيار المتشدد الذي يقوده الشيخ حكمت الهجري، لإجبارهما على الخروج بمواقف علنية تنتقد الدولة السورية.
وأكدت المصادر لشبكة “شام” الإخبارية أن الشيخين يعيشان فعليًا حالة من الإقامة الجبرية، ويُمنعان من مغادرة المحافظة، وسط تهديدات مباشرة بتصفيتهما أو إخفائهما في حال عدم الامتثال، موجهةً أصابع الاتهام إلى مجموعات مسلحة تابعة للهجري بالوقوف وراء هذه الممارسات.
توقيت متزامن ولغة مستنسخة
أثار الظهور المتزامن للشيخين جربوع والحناوي في خطابات وبيانات مصورة، بعد أكثر من أسبوع على انتهاء الاشتباكات، شكوكًا قوية حول استقلالية مواقفهما. واعتبر مراقبون أن هذا التوقيت يؤكد صحة المعلومات حول حملة التضييق التي تمارسها ميليشيات الهجري ضد أي صوت معتدل يدعو للحوار ويرفض الأجندات الانفصالية.
ولم تقتصر الضغوط على الشيخين، بل طالت شخصيات درزية وقادة عسكريين سابقين معروفين باتزانهم، حيث تعرضوا لتهديدات بالقتل وخطف أفراد من عائلاتهم، بالإضافة إلى فرض الإقامة الجبرية عليهم.
مواقف تحت الضغط
جاءت بيانات الشيخين لتعكس، بدرجات متفاوتة، الأجندة التي يروج لها تيار الهجري:
  • بيان الشيخ يوسف جربوع: بدا أكثر دبلوماسية، حيث دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة، ووقف القتال، والإفراج عن المخطوفين، وفتح المعابر الإنسانية. كما وجه الشكر للشيخ موفق طريف (الرئيس الروحي لدروز إسرائيل)، مؤكدًا تأييده لوحدة الصف.
  • خطاب الشيخ حمود الحناوي: كان أكثر حدة وتصعيدًا، حيث وصف حكومة دمشق بـ”حكومة الغدر”، وهاجم عشائر حوران، ودعا المجتمع الدولي للتدخل الفوري. واستخدم الحناوي لغة خطابية متطابقة مع مفردات تيار الهجري، مثل اعتبار المعركة “معركة وجود ومصير” واتهام السلطة بأنها “سيف مسلول على رقاب الأبرياء”، مما عزز فرضية أن الخطاب كُتب له ولم يكن نابعًا من قناعاته.
الهجري يفرض نفسه وصيًا على السويداء
يأتي هذا التصعيد بعد أقل من 24 ساعة على دعوة صريحة من الكاتب ماهر شرف الدين، الذراع الإعلامية للهجري، للشيخ الحناوي بالظهور وتوجيه اتهامات مباشرة للدولة.
وكان الشيخ حكمت الهجري نفسه قد أصدر بيانًا في 9 آب/أغسطس، اتهم فيه الحكومة السورية بـ”الإبادة الممنهجة”، ودعا لتدخل دولي. وفي سابقة خطيرة، وجه الهجري الشكر الصريح للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، و”حكومة وشعب إسرائيل”، ودول خليجية، و”الإدارة الذاتية”، مما يكشف عن تقاطع كامل مع أجندات خارجية تسعى لتوظيف ملف السويداء سياسيًا وأمنيًا.
كما دعا الهجري في بيانه إلى “انسحاب كافة المجموعات المسلحة إلى خارج الحدود الإدارية للسويداء”، وهي صيغة فُهمت على أنها مطالبة بخروج قوات الجيش السوري، تمهيدًا لترسيخ نفوذ قواته المدعومة خارجيًا على كامل المحافظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى