المرصد السوري ينشر رواية متناقضة عن مقتل 4 مختطفين في حمص وسط غياب الأدلة

في حلقة جديدة من سلسلة ما يصفه مراقبون بـ”حملة التضليل الممنهجة” ضد الحكومة السورية، نشر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي يديره رامي عبد الرحمن، خبراً مثيراً للجدل حول العثور على جثامين أربعة أشخاص من عائلة واحدة في حمص، كانوا قد اختُطفوا في شباط/فبراير الماضي. إلا أن الرواية التي قدمها المرصد تحمل في طياتها تناقضات صارخة وتفتقر إلى أي دليل مادي أو مصدر مستقل يؤكدها.
رواية المرصد : تفاصيل غير منطقية
زعم المرصد، نقلاً عن “مصادر موثوقة” لم يسمّها، أن أربعة من أصل ستة أشخاص تم اختطافهم من بساتين بابا عمرو قد قُتلوا وأُلقيت جثثهم في البساتين. لكن التناقض الجوهري الذي ينسف مصداقية الرواية يكمن في التفاصيل التالية التي أوردها المرصد نفسه:
  1. الادعاء الأول: “عثر عليهم أحد الأهالي وتعرف على الجثث ثم نقلهم إلى المشفى”.
  2. الادعاء الثاني (المناقض): “…قبل أن يتم دفنهم في مقبرة تل النصر دون التعرف على هوياتهم حينها“.
هذا التناقض الصريح يطرح سؤالاً بديهياً: كيف يمكن لشخص أن “يتعرف على الجثث” وفي نفس الوقت يتم دفنها على أنها “مجهولة الهوية”؟ هذا الخلل المنطقي يشير إلى أن القصة قد تكون ملفقة أو على الأقل تم تجميعها بشكل متسرع دون التحقق من أبسط تفاصيلها.
عند محاولة التحقق من المعلومات التي أوردها المرصد، لم يتم العثور على أي تقارير من مصادر محلية موثوقة، أو بيانات من السلطات الرسمية في حمص، أو شهادات من أهالي المنطقة تؤكد وقوع مثل هذه الحادثة المعقدة. كما لم تقدم أي جهة مستقلة أو وسيلة إعلامية أخرى تفاصيل عن عملية خطف لستة أشخاص من عائلة واحدة بالطريقة التي وصفها المرصد، مما يعزز الشكوك حول صحة الخبر من أساسه.
حملة تضليل مستمرة
يرى محللون أن نشر مثل هذه الأخبار المتناقضة والمثيرة للفتنة الطائفية، خاصة بالتركيز على انتماء الضحايا المزعومين، يندرج ضمن حملة إعلامية يقودها رامي عبد الرحمن تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتشويه صورة الحكومة السورية الجديدة. وتعتمد هذه الحملة على فبركة الأحداث أو تضخيمها، ونسبتها إلى “مصادر موثوقة” وهمية، بهدف خلق حالة من الفوضى والبلبلة في الرأي العام.
إن غياب الدليل، ووجود تناقضات منطقية واضحة، واعتماد المرصد على مصادر مجهولة، كلها عوامل تجعل من هذه الرواية مثالاً صارخاً على الأخبار الزائفة التي تهدف إلى تحقيق أجندات سياسية، وتتطلب من المتابعين والمؤسسات الإعلامية توخي أقصى درجات الحذر والتدقيق قبل تداولها.
؟
؟
مرهف مينو – مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى