
موجة الحر في سوريا: المسابح حكرٌ على الأغنياء.. والأنهار والبحيرات فخاخٌ تتربص بالفقراء
مع اشتداد موجة الحر التي تضرب سوريا، تحولت المسابح إلى ملاذ فاخر يقتصر على ميسوري الحال، بينما يجد أصحاب الدخل المحدود أنفسهم مجبرين على اللجوء إلى الأنهار والبحيرات الخطرة، بحثاً عن لحظات من الانتعاش، مما أدى إلى ارتفاع مأساوي في حوادث الغرق.
وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، باتت السباحة ضرورة لا ترفاً للكثيرين. لكن تكاليف دخول المسابح الخاصة ارتفعت بشكل كبير، لتصبح عبئاً لا يمكن للعائلات البسيطة تحمله، في ظل أولويات معيشية أكثر إلحاحاً.
هذا الواقع دفع العديد من العائلات، وخاصة الأطفال والشباب، إلى البحث عن بدائل مجانية في المسطحات المائية الطبيعية كالأنهار والسدود وسواقي الري، رغم المخاطر الكبيرة التي تشكلها من غياب للرقابة ومعايير السلامة، وقوة التيارات المائية.
أرقام مفزعة وحوادث متكررة
هذا الخيار المحفوف بالمخاطر انعكس في أرقام صادمة؛ حيث كشف الدفاع المدني السوري عن استجابته لـ 44 نداء استغاثة مرتبط بحوادث غرق منذ بداية العام الحالي وحتى 20 تموز/يوليو، أسفرت عن وفاة 31 مدنياً، بينهم 19 طفلاً.
وتستمر الحوادث المأساوية، حيث سُجلت مؤخراً وفاة طفلة غرقاً في ساقية مياه بمنطقة الشيخ سعيد في حلب يوم الأحد 10 آب/أغسطس.
وجدد الدفاع المدني مناشداته للمواطنين بتجنب السباحة في الأماكن غير المخصصة لذلك، وضرورة مراقبة الأطفال بشكل دائم. ورغم محاولات وزارة السياحة فرض معايير سلامة في الشواطئ والمسابح المرخصة، يبقى الوصول إلى هذه الأماكن الآمنة مرتبطاً بالقدرة المادية.
وهكذا، يظل الحر قاسياً على الجميع، لكن الفوارق الاقتصادية هي التي تحدد من ينعم بالانتعاش الآمن، ومن يلقي بنفسه في أحضان الخطر هرباً من لهيب الصيف.
؟
؟
شبكة شام – مصدر



