إسرائيل تتبرأ من أهالي السويداء … نحن لانشتري بضاعة فاسدة

تحت راية إسرائيل.. مجرمو الأمس وحلفاء الأسد يختطفون مشهد السويداء وتل أبيب تتبرأ

في مشهد يكشف عن عمق الأزمة التي تعصف بمحافظة السويداء، لم يكن رفع العلم الإسرائيلي في مظاهرة محدودة يوم السبت وطلب الانفصال عن سوريا مجرد استفزاز عابر، بل كان فصلاً جديداً في مسرحية أبطالها هم أنفسهم مجرمو الأمس؛ الذين قاتلوا إلى جانب نظام المجرم بشار الأسد، واليوم، وبعد سقوطه، تحولوا إلى أمراء حرب وميليشيات تسعى لفرض واقع جديد يخدم مصالحها.
فبينما كانت قوافل المساعدات الحكومية تدخل المحافظة، خرجت مجموعات صغيرة في ساحة رافعة أعلام إسرائيل وهاتفة بالانفصال.
هذه المجموعات، التي تمثل غالبية أهالي السويداء، هي في جوهرها تجمعات لفلول الأجهزة الأمنية السابقة وعناصر ميليشيات وشبيحة، تحولت المحافظة بالنسبة لهم إلى وكر آمن وملاذ من الملاحقة القانونية.
الصحف العبرية : لا أحد يشتري البضاعة الفاسدة
التقطت وسائل الإعلام العبرية، مثل “يديعوت أحرونوت”، المشهد، لكن الرد الرسمي الإسرائيلي كان بمثابة صفعة لهذه المجموعات.
فقد أكدت مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية أن تل أبيب “غير معنية بتحمل مسؤوليات عن الدروز في سوريا”، وأن أمنها هو الأولوية.
هذا التبرؤ السريع يثبت أن إسرائيل، وغيرها من القوى الإقليمية، تدرك جيداً طبيعة هذه المجموعات وتاريخها الإجرامي، وأنها لن تستثمر في “بضاعة فاسدة”.
في فرنسا، قرأت صحف مثل “لوموند” الحدث كأحد إفرازات “تفكك الدولة”، حيث تملأ الميليشيات الفراغ. لكن التحليلات تشير بوضوح إلى أن هذه الظواهر، التي يقودها مجرمو حرب سابقون، تفتقر لأي مشروعية شعبية أو سياسية.
مجرمو الأمس بلباس الضحية
تشير المصادر المحلية إلى أن من يقود هذه التحركات الاستفزازية هم شخصيات معروفة بتاريخها الإجرامي وارتباطها الوثيق بأجهزة قمع نظام الأسد. هؤلاء، الذين تحولت المحافظة بالنسبة لهم إلى وكر آمن من الملاحقة القانونية، وجدوا في ادعاء المظلومية غطاءً مثالياً لممارسة أنشطتهم في التهريب وتجارة المخدرات وفرض الإتاوات.
إن رفع العلم الإسرائيلي والدعوة للانفصال لا ينبعان من معاناة حقيقية، بل من رغبة هؤلاء المجرمين في خلق كيان فوضوي خارج عن سلطة القانون، يمكنهم من خلاله مواصلة جرائمهم بحرية.
من أدوات للأسد إلى أمراء حرب بدعم من الهجري
أكدت مصادر أهلية وشهادات من داخل السويداء أن العديد من قادة هذه التحركات الاستفزازية هم شخصيات معروفة بتاريخها الإجرامي وارتباطها الوثيق بنظام الأسد.
هؤلاء، الذين كانوا في الماضي أدوات لقمع الثورة وقتل السوريين، وجدوا في فوضى ما بعد السقوط فرصة لإعادة تموضعهم. وبدلاً من الولاء للنظام البائد، أصبح ولاؤهم لمصالحهم الخاصة، مستخدمين أساليب الابتزاز والتهريب وتجارة المخدرات لتمويل أنشطتهم.
إن رفع العلم الإسرائيلي ليس تعبيراً عن قناعة سياسية، بل هو أداة ابتزاز مزدوجة : رسالة للخارج مفادها “نحن قادرون على خدمة مصالحكم”، ورسالة للداخل السوري مفادها “نحن القوة التي لا يمكن تجاوزها”. وفي سبيل ذلك، يتجاهلون عمداً وصول المساعدات الحكومية، ويسعون لتصوير الدولة على أنها غائبة، لتبرير وجودهم كـ “سلطة أمر واقع”.
لا حصار ولا تجويع
خلافاً للرواية التي تسعى هذه المجموعات لترويجها، تؤكد الوقائع على الأرض أن محافظة السويداء لم تتعرض لأي حصار من قبل الدولة السورية. فالمساعدات الإنسانية وقوافل الطحين والمواد الأساسية تصل بانتظام بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري والامم المتحدة، كما أن رواتب الموظفين في القطاع العام والمتقاعدين يتم تحويلها شهرياً دون انقطاع وهذا مايثير غضب السوريين.
إن استمرارية تدفق هذه الموارد الحيوية ينسف من الأساس أي حديث عن “حصار” أو “تجويع ممنهج”، ويكشف أن خطاب المظلومية الذي تستخدمه هذه المجموعات ليس إلا ورقة تضليل سياسي، تهدف إلى استدرار التعاطف الخارجي وتأليب الأهالي ضد الدولة.
إن ما حدث في السويداء هو محاولة من قِبل مجرمي الأمس لإعادة تدوير أنفسهم كلاعبين سياسيين، مستغلين معاناة الناس.
؟
؟
مرهف مينو – دمشق – مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى