
بعد يومين من اغتيال “الفاروق أبو بكر”.. القاتل يسلم نفسه والداخلية تكشف : الدافع ثأر قديم
في تطور سريع لقضية اغتيال القيادي البارز في الجيش الوطني السوري “علاء الدين أيوب” المعروف بـ”الفاروق أبو بكر”، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن منفذ الجريمة قد سلّم نفسه واعترف بفعلته، مؤكداً أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الدافع وراء العملية هو “ثأر شخصي”.
ثأر يعود إلى “قضية الأركان”
كشفت مصادر مطلعة لشبكة “شام” أن الجريمة التي وقعت الأحد الماضي في مدينة إعزاز، هي حلقة جديدة في قضية ثأر قديمة تعود إلى حادثة اشتباكات مقر قيادة فرقة المعتصم في بلدة أخترين. وأكدت المصادر أن منفذ الاغتيال هو أحد أبناء القيادي السابق في الفرقة، أحمد عباس (أبو حازم)، الذي قُتل في تلك الاشتباكات.
وكان “الفاروق أبو بكر” قد اتُهم حينها بالتورط في الحادثة، وسلّم نفسه للشرطة العسكرية وقضى عدة أشهر في السجن قبل الإفراج عنه بموجب اتفاق غير معلن بعد سقوط نظام الأسد. ورغم أن القضاء كان قد تولى النظر في القضية، إلا أن عائلة القتيل “أحمد عباس” استمرت في ملاحقة “الفاروق” حتى تمكنت من اغتياله.

تعود جذور القضية إلى اشتباكات غامضة اندلعت داخل مقر قيادة أركان فرقة المعتصم، حيث أشارت تقارير سابقة إلى أن “الفاروق” تم استدراجه إلى المقر، وجرى تصويره كـ”كبش فداء” لتوريطه في الحادثة التي أدت إلى مقتل “أبو حازم”. ورغم إطلاق سراحه لاحقاً، بقي “الفاروق” هدفاً لعملية الثأر.
قُتل “الفاروق أبو بكر” ظهر الأحد قرب مقر “جامعة حلب الحرة” في إعزاز، حيث استهدفه مسلحون بشكل مباشر بعد خروجه من قاعة امتحان جامعي. وأثارت صور جثته المضرجة بالدماء داخل سيارته صدمة واسعة في الأوساط الثورية والشعبية، خاصة بالنظر إلى تاريخه كأحد أبرز قادة الثورة السورية.
مسيرة حافلة بالصراعات
يُعرف “الفاروق” بمسيرته العسكرية الطويلة التي بدأت منذ الأيام الأولى للثورة في حلب. برز دوره بشكل كبير خلال حصار حلب عام 2016، حيث تولى ملف الأسرى والمبادلات، وكان المفاوض الرئيسي عن الفصائل في اتفاق خروج المقاتلين والمدنيين من شرق المدينة. وبعد تهجيره، انضم إلى فرقة المعتصم، لكن مسيرته لم تخلُ من الصراعات الداخلية التي انتهت بوضعه في دائرة الاتهام، وصولاً إلى اغتياله في عملية ثأرية أعادت فتح جراح الماضي.



