باريس تستضيف لقاءً “تاريخياً” بين سوريا وإسرائيل لتهدئة التوترات في الجنوب

بوساطة أمريكية.. الشيباني يناقش ملفات الاستقرار الإقليمي مع وفد إسرائيلي في باريس

في خطوة دبلوماسية وصفتها الأوساط السياسية بـ”النادرة” و”غير المسبوقة”، تحولت العاصمة الفرنسية باريس يوم الثلاثاء إلى مسرح للقاء مباشر بين وفدين رسميين من سوريا وإسرائيل، وهما دولتان لا تزالان في حالة حرب رسمياً.
وبحسب ما أكدته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) ومصادر دبلوماسية متطابقة، فإن الهدف من هذه المحادثات هو البحث عن آليات لخفض التصعيد في جنوب سوريا المضطرب.
ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها صحيفة “Le Figaro”، فإن اللقاء جرى بتنسيق فرنسي وبوساطة أمريكية نشطة، حيث استقبل وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، كلاً من المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توم باراك، ووزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، في باريس. كما أشارت مصادر أخرى إلى أن الوفد الإسرائيلي كان رفيع المستوى، حيث مثله وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، وهو أحد أقرب المقربين من دوائر صنع القرار في تل أبيب.
وتركزت المباحثات، التي تأتي استكمالاً للقاء سابق عُقد قبل شهر بحسب بعض التقارير، على ملفات حساسة ومحددة. على رأسها الوضع في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، حيث تم بحث سبل مراقبة وقف إطلاق النار الهش هناك.
كما أشارت صحيفة “Le Parisien” إلى أن النقاشات شملت إمكانية إنشاء “ممر إنساني” من إسرائيل إلى السويداء، وهو مطلب إسرائيلي .
من جانبها، شددت دمشق، بحسب المصادر، على ضرورة احترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. كما تم طرح ملف إعادة تفعيل “اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974″، التي حكمت الهدوء على جبهة الجولان لعقود، كإطار محتمل لتثبيت الاستقرار.
ويرى مراقبون في باريس أن هذا التقارب، على الرغم من طابعه التكتيكي، يعكس تحولاً في الأولويات لدى جميع الأطراف. فالحكومة السورية تسعى لتأمين حدودها الجنوبية وتجنب المزيد من التدخلات الخارجية، بينما ترى إسرائيل في الحوار المباشر وسيلة لضمان أمن حدودها الشمالية وإدارة النفوذ الإيراني في المنطقة.
وبينما لم تصدر تفاصيل كاملة عن نتائج الاجتماع، فإن مجرد انعقاده على الأراضي الفرنسية وبمشاركة أمريكية فاعلة، يمثل بحد ذاته تطوراً هاماً قد يرسم ملامح مرحلة جديدة من إدارة الصراع في الشرق الأوسط، حيث تتقدم الدبلوماسية الهادئة على صوت المدافع.
؟
؟
مرهف مينو – باريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى