
أجهزة “أبل” الجديدة قد لا تشفع لها عند المستثمرين مع استمرار تعثر الذكاء الاصطناعي
نيويورك – مع ترقب المستثمرين لأكبر حدث لمنتجات شركة “أبل” هذا العام يوم الثلاثاء، والذي سيتم فيه الكشف عن سلسلة هواتف “آيفون 17” الجديدة، تشير التوقعات إلى أن هذا الحدث قد لا يكون المحفز الذي ينتظره الكثيرون لدفع السهم نحو مزيد من الارتفاعات.
فبعد أن سجل سهم “أبل” أفضل أداء شهري له منذ أكثر من عام في أغسطس، وأضاف أكثر من 450 مليار دولار إلى قيمته السوقية منذ نهاية يوليو، يرى محللون أن السهم قد وصل إلى مرحلة تشبع، خاصة مع استمرار التساؤلات حول استراتيجية الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.
توقعات حذرة وتساؤلات حول الذكاء الاصطناعي
نقل تقرير لوكالة “بلومبرغ” عن كلايتون أليسون، مدير محفظة في شركة “برايم كابيتال”، قوله: “من الصعب التوصية بشراء السهم قبل الحدث، خاصة بعد هذا الارتفاع، لأننا لا نتوقع رؤية الميزات التي ستثير حماس الناس فعليًا”. وأضاف: “إذا استمر تعثرها في الذكاء الاصطناعي، فأنا قلق بشأن السهم”.
والسؤال الرئيسي الذي يطرحه المستثمرون هو ما إذا كانت التحديثات الجديدة في “آيفون 17” والإصدارات الجديدة من ساعة “أبل ووتش” ونظارة “Vision Pro” كافية لتعزيز نمو الشركة، الذي لا يزال متأخرًا مقارنة بأقرانها في قطاع التكنولوجيا.
التقييم المرتفع يثير القلق
على الرغم من أن نمو إيرادات “أبل” في الربع المالي الثالث كان الأسرع منذ ثلاث سنوات، فمن المتوقع أن يتباطأ هذا النمو خلال الربعين المقبلين. ويبدو هذا النمو متواضعًا مقارنة بمنافسين مثل “ألفابت” (غوغل) و”ميتا” (فيسبوك)، اللتين يتم تداول أسهمهما بتقييمات أقل.
وبقيمة تقارب 31 ضعف الأرباح المتوقعة، تُعد “أبل” ثاني أغلى شركة بين عمالقة التكنولوجيا في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500″، مما يجعل سهمها عرضة للتصحيح في حال لم تقدم الشركة ما يبرر هذا التقييم المرتفع.
التاريخ ليس في صالح السهم
يشير التاريخ إلى أن أسهم “أبل” عادةً ما تنخفض في الأيام التي تكشف فيها عن هواتفها الجديدة، حيث يستغل المستثمرون الحدث لجني الأرباح. ووفقًا لمذكرة من “بنك أوف أميركا”، فإن إعلانات “آيفون” غالبًا ما تكون أحداثًا “يبيع المستثمرون بعدها الأسهم”.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين، مثل فريق “مورغان ستانلي”، أن هناك فرصة غير مقدرة تتمثل في قدرة “أبل” على رفع أسعار منتجاتها، وهو ما قد يجعل هذا الإطلاق حافزًا إيجابيًا للسهم للمرة الأولى.
في النهاية، يبقى التحدي الأكبر أمام “أبل” هو إقناع المستثمرين بأنها تحرز تقدمًا كافيًا في سباق الذكاء الاصطناعي، وأن منتجاتها الجديدة قادرة على دفع عجلة النمو بشكل يبرر القيمة السوقية الضخمة التي وصلت إليها الشركة.



