
جدل حول ظهور المجرم مناف طلاس في باريس : طروحات لـ”مجلس عسكري” تصطدم بـ”تاريخ دموي”
أثار لقاء حواري عقده مناف طلاس في باريس، السبت، جدلاً واسعاً في الأوساط السورية، حيث قوبلت رؤيته السياسية لمستقبل سوريا برفض وانتقادات حادة من قبل ناشطين ومعارضين، الذين استنكروا محاولته تقديم نفسه كشخصية توافقية، مستندين إلى تاريخه الدموي وتاريخ عائلته.
في اللقاء، الذي وصفه منتقدون بأنه “محدود الحضور”، طرح طلاس، نجل المجرم مصطفى طلاس، نفسه كشخصية قادرة على بناء “مجلس عسكري” يضم 10 آلاف ضابط منشق، داعياً إلى جيش “علماني” وإسلام “أشعري أو صوفي” يشارك في السياسة.
إلا أن هذه الطروحات وُوجهت بموجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ذكّر سوريون بأن طلاس كان قائداً للواء 104 في الحرس الجمهوري، وهي وحدة عسكرية ارتكبت مجازر موثقة في دوما وحرستا والغوطة الشرقية في بداية الثورة. كما اعتبر كثيرون أن انشقاقه المتأخر في يوليو 2012 لا يمحو دوره السابق كجزء من آلة القمع.

وعلق أحد المعارضين لجريدة مصدر قائلاً: “اليوم يقدم ابن المجرم نفسه كمعلم للسوريين، بينما تاريخه وعائلته مليء بالقتل والدم”. وأشار آخرون إلى أن والده، مصطفى طلاس، صرّح بنفسه أنه كان “يوقع يومياً على 100 إعدام في الثمانينيات”، مما يجعل من غير المقبول، في نظرهم، أن يلعب ابنه أي دور في مستقبل سوريا.
ويرى هؤلاء المنتقدون أن الترويج لمناف طلاس، الذي يفتقر إلى أي قاعدة شعبية حقيقية ومكروه من قطاع واسع من السوريين، هو محاولة لإعادة تدوير وجوه النظام القديم. واعتبروا أن تصريحه بأن “الثورة السورية انتهت عام 2012” هو تنكر لتضحيات السوريين ومحاولة لفرض رؤية لا مكان فيها لمن ارتبط اسمهم بالجرائم.

وبينما يطرح طلاس نفسه كبديل “علماني” ومنفتح على التواصل مع السلطة الجديدة، يرى خصومه أن “العرق دساس”، وأن محاولته البحث عن دور سياسي هي مجرد “أحلام فارغة” لن تجد لها مكاناً في سوريا الجديدة التي يطمح إليها السوريون.
.
.
مصدر – باريس



