
فتى سوري في ألمانيا يرفض قتل شقيقته وينقذها من “جريمة شرف”
في واقعة بطولية نادرة، تحدى فتى سوري يبلغ من العمر 17 عاماً والده، وأنقذ شقيقته الكبرى من موت محقق كان يخطط له الأب بذريعة ما يسمى بـ”شرف العائلة”، في حادثة سلطت الضوء مجدداً على تحديات اندماج بعض العائلات المهاجرة في ألمانيا.
ووفقاً لما ذكرته وسائل إعلام ألمانية اليوم الاثنين، فإن الأب، البالغ من العمر 46 عاماً، كان يفرض رقابة صارمة على ابنته ويشتبه في تواصلها مع شبان. وبدافع من هذه الشكوك، أمر ابنه المراهق بتنفيذ جريمة قتل ضد شقيقته، والتمويه عليها لتبدو كحادث عرضي.
لكن الفتى رفض الانصياع لأمر والده، وفي خطوة شجاعة، قرر كسر جدار الصمت والخوف وأبلغ معلمته في درس اللغة الألمانية بالمخطط المروع. المعلمة بدورها لم تتردد لحظة وأبلغت السلطات الألمانية فوراً.
وبعد استجواب مطول للفتى استمر أربع ساعات، تحركت الشرطة بسرعة وتمكنت من إلقاء القبض على الأب في محطة القطار قبل أن يتمكن من إيذاء ابنته أو الهرب. وقد أشادت السلطات الألمانية بشجاعة الابن الاستثنائية في مواجهة والده وحماية أفراد أسرته.
كشفت الحادثة عن واقع أليم من العنف المستمر الذي تعيشه الأسرة منذ وصولها إلى ألمانيا عام 2019، حيث يعيش الأبناء تحت تهديد دائم بالضرب، وتتعرض هواتفهم للتفتيش بشكل مستمر. وقد عبرت العائلة عن ارتياحها الكبير لتصرف الفتى الذي أنقذ شقيقته من محاولة قتل حقيقية.
وتعيد هذه القضية إلى الواجهة النقاش حول “جرائم الشرف” والعنف الأسري المتجذر الذي يتم نقله من البيئات التقليدية إلى المجتمعات الأوروبية. وتأتي بعد أيام قليلة من حادثة أخرى أقدم فيها رجل سوري على طعن زوجته السابقة حتى الموت في مدينة ماغديبورغ، مما يؤكد على الحاجة الملحة لبرامج حماية وتوعية مكثفة داخل مجتمعات المهاجرين لمنع تكرار مثل هذه المآسي.



