جعبة مقاتل من “معركة المطاحن” تعود للظهور في حمص وتفتح جراح الذاكرة

 

حمص – مصدر

في زيارة حملت طابعاً إنسانياً مؤثراً، عثر أحد أبناء مدينة حمص على أثرٍ يعود لواحد من رفاقه الذين سقطوا في “معركة المطاحن”، إحدى أشرس المواجهات التي شهدتها المدينة خلال فترة الحصار.

القصة بدأت خلال جلسة جمعت المصور “قحطان حسون” مع حسين الساروت، الأخ الوحيد المتبقي من عائلة الشهيد عبد الباسط الساروت. وخلال اللقاء، روى أحد أصدقاء حسين تفاصيل زيارته الأخيرة لموقع المعركة، حيث وجد بالصدفة جعبة المقاتل الشهيد محمد الزعبي (أبو حسام)، التي بقيت في مكانها لأكثر من عقد من الزمن.

ووصف الصديق لحظة العثور عليها قائلاً : “عندما أمسكتها، توقفت لثوانٍ وكأن ذاكرتي عادت إلى ذلك اليوم… شممت رائحة إخوتي من جديد. والله لن ننساكم”. وأضاف بنبرة متأثرة: “هؤلاء الشباب سيبقون أبطالاً ورجالاً وشهداء بإذن الله، مهما تغيرت الأيام، وستبقى حمص شاهدة على بطولاتهم”.

هذا الأثر المادي الصغير، الذي نجا من الدمار والزمن، أعاد إلى الأذهان قصة “معركة المطاحن” التي اندلعت أواخر عام 2012. حينها، حاول مقاتلو المعارضة في الأحياء المحاصرة السيطرة على مطاحن المدينة لتأمين القمح والطحين للسكان المحاصرين. ورغم أن المعركة انتهت بخسائر فادحة في الأرواح، من بينهم إخوة عبد الباسط الساروت، إلا أنها تحولت إلى رمز للصمود والتضحية في ذاكرة المدينة وأبنائها.

………………………………

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى