العدالة الأوروبية تلاحق “شبيحة الأسد”.. اعتقال “أنور سلطان” متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في برلين

برلين – (خاص)
في ضربة جديدة لشبكات الإفلات من العقاب، ألقت السلطات الألمانية، صباح اليوم الثلاثاء، القبض على المدعو أنور سلطان، وهو “شبيح” سابق في ميليشيات نظام الأسد، وذلك في “شارع العرب” بمنطقة نويكولن في العاصمة برلين.
وجاءت عملية الاعتقال، التي نفذتها وحدات متخصصة، بعد أن تمكن عدد من ضحاياه السابقين من التعرف عليه في شوارع برلين، ليتقدموا بشهاداتهم إلى القضاء الألماني، فاتحين بذلك ملفًا جديدًا من ملفات جرائم الحرب السورية على الأراضي الأوروبية.
ويواجه سلطان، الذي كان ينشط في مدينة حلب خلال سنوات الثورة، اتهامات بالغة الخطورة تشمل القتل، والتعذيب، والاحتجاز القسري، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتستند هذه الاتهامات إلى شهادات حية من ناجين سردوا تفاصيل مروعة عن الانتهاكات التي تعرضوا لها على يديه.
ويأتي هذا الاعتقال في إطار تفعيل ألمانيا لمبدأ “الولاية القضائية العالمية”، الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي الجرائم الدولية الجسيمة بغض النظر عن مكان وقوعها. وقد أصبحت ألمانيا بفضل هذا المبدأ ساحة رئيسية لتحقيق العدالة التي طال انتظارها للسوريين، بعد أن شهدت محاكمها محاكمات تاريخية لمسؤولين في نظام الأسد، كان أبرزها قضية “أنور رسلان” في كوبلنز.
ومن المتوقع أن يخضع أنور سلطان لتحقيقات مكثفة من قبل الادعاء العام الفيدرالي الألماني، الذي سيعمل على جمع المزيد من الأدلة والشهادات تمهيدًا لتقديمه إلى المحاكمة.
ويمثل اعتقاله انتصارًا معنويًا كبيرًا للضحايا، ورسالة واضحة بأن مرور الزمن لن يمحو الجرائم، وأن لا ملاذ آمنًا لمرتكبي الانتهاكات، حتى في قلب العواصم الأوروبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى