من ميليشيا الدفاع الوطني إلى العمل الإنساني.. عناصر متهمون بانتهاكات في صفوف “الهلال الأحمر السوري”

دمشق – صحف
كشفت مصادر محلية متطابقة أن عدداً من الأفراد الذين عملوا لسنوات في صفوف ميليشيا “الدفاع الوطني” الموالية للنظام البائد، التحقوا مؤخراً بالعمل في مركز “منظمة الهلال الأحمر العربي السوري” في حي الزاهرة بالعاصمة دمشق، في خطوة تثير تساؤلات حول معايير التوظيف والمساءلة داخل المؤسسة الإنسانية.

من الميدان العسكري إلى الميدان الإنساني

وفقاً لوثائق ومعلومات حصل عليها فريق تقصٍّ مستقل، يشغل كل من بسام حمود الصالح من منطقة الحرمون بريف دمشق، ورامي إياد عويضة وشقيقه رواد عويضة من محافظة السويداء، وظائف إدارية وخدمية داخل مركز الهلال الأحمر في الزاهرة.

وتشير السجلات إلى أن بسام حمود الصالح (مواليد 9 تموز 1977) التحق بميليشيا الدفاع الوطني في حي التضامن في كانون الأول 2013، حيث عمل راميَ رشاش من نوع “دوشكا”.
أما رامي عويضة (مواليد 1 نيسان 1986)، فقد تولى قيادة “الجماعة الثانية” التابعة لسرية “باسل عيسى”، بقيادة حكمت محمد إبراهيم المعروف بـ”أبو علي حكمت”، فيما انضم شقيقه رواد (مواليد 1 أيار 1989) إلى الميليشيا في الشهر ذاته.

شهادات من حي التضامن

شهود عيان من الحي أكدوا تورط الشقيقين رامي ورواد في انتهاكات خطيرة بحق المدنيين، تضمنت عمليات إخفاء قسري وسرقة ممتلكات بعد سيطرة قوات النظام على الحي عام 2018، مشيرين إلى أنهما عملا تحت إمرة القيادي صالح إبراهيم الراس (أبو منتجب)، أحد أبرز المتهمين بجرائم حرب إلى جانب الضابط أمجد اليوسف من المخابرات العسكرية.

كما أفادت مصادر ميدانية أن رواد عويضة التحق منذ عام 2021 بإحدى الميليشيات الإيرانية الطائفية في محافظة دير الزور، قبل أن يعود إلى دمشق بعد سقوط النظام.

غطاء إنساني للإفلات من المحاسبة

تفيد المعلومات أن المذكورين التحقوا بالعمل في مركز الهلال الأحمر بعد انهيار النظام، سعياً للحصول على غطاء إنساني يحميهم من الملاحقة القانونية، ويتيح لهم مغادرة دمشق ضمن قوافل الإغاثة الرسمية.
وتشير المعطيات إلى أن رامي ورواد يقيمان حالياً في المركز منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وسط أنباء عن شكاوى تقدمت بها عائلات من حي التضامن ضدهم.

تنسيق مع قيادي سابق

تؤكد المصادر أن الشقيقين يتواصلان مع رائد الدبس، القائد السابق للفصيلة الثانية في سرية “باسل عيسى”، الذي ظهر مؤخراً في مقطع مصوّر من محافظة السويداء معلناً انضمامه إلى ميليشيات الشيخ حكمت الهجري ضمن ما يسمى “قوات الحرس الوطني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى