
تلفزيون سوريا يكشف : الإدمان على المخدرات في دمشق “مهرب” للشباب من اليأس النفسي بعد سنوات الحرب
نشر “تلفزيون سوريا” تقريراً تحليلياً مفصلاً اليوم بعنوان “وهم النسيان”.. شباب سوريون يقعون في فخ الإدمان على المخدرات، سلّط فيه الضوء على استمرار تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في العاصمة وريفها، مشيراً إلى أن الدافع الرئيسي وراء الإدمان هو الهروب من الآثار النفسية والاجتماعية لسنوات الحرب.
استقرار السوق وتنوع المواد:
أكد التقرير، استناداً إلى شهادات ميدانية، أن سوق المخدرات في دمشق لم يشهد تغيراً كبيراً، حيث بقيت المواد الأكثر انتشاراً هي الحشيش، والكبتاغون، والأمفيتامين، والكريستال ميث، مع استقرار في الأسعار وتوافر طرق الحصول عليها. ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع إعلان وزارة الداخلية السورية عن نجاحها في إلقاء القبض على شبكة تهريب وتجارة مخدرات مطلوبة دولياً، وضبط 108 كيلوغرامات من الحشيش ومليون و272 ألف حبة كبتاغون.
ليس التسلية بل الهروب من الألم:
نقل التقرير شهادات صادمة لشباب وشابات تتراوح أعمارهم بين 22 و 47 عاماً، كشفت أن التعاطي لم يعد مجرد سلوك ترفيهي أو بحث عن النشوة، بل أصبح وسيلة دفاع نفسي لمواجهة الواقع القاسي:
المخدرات وسيلة دفاع عن النفس:
وفي تحليلها للظاهرة، أشارت المعالجة النفسية بيترا نوفل إلى أن الإدمان في سوريا لا يمكن النظر إليه كظاهرة منفصلة، بل هو مؤشر على تدني مستوى الصحة النفسية ووصول المجتمع إلى مراحل واضحة من الاكتئاب وفقدان الحافز. وأكدت نوفل أن المخدرات أصبحت “وسيلة دفاع نفسي” و “مهرب من الواقع” لتفادي الألم الناتج عن تراكم الصدمات المتكررة على مدى السنوات الماضية.
دعوة لإنقاذ المدمنين وتغيير النظرة المجتمعية:
انتقد التقرير النظرة المجتمعية للمدمن، حيث أشار أحد الشبان إلى أن “الكل يحكم عليه، يصفه بالضعيف أو الفاسد”، بينما هو في الحقيقة “مريض يحتاج إلى من يفهمه ويمدّ له يد العون”.
وفي سياق متصل، كشف التقرير عن خطة وطنية لوزارة الصحة السورية، بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، لإنشاء خمسة مراكز علاجية جديدة، في محاولة للانتقال من مرحلة تجريم المتعاطي إلى مرحلة العلاج والتأهيل، رغم التحديات المتعلقة بنقص الدعم وغياب الإحصاءات الدقيقة.
.
.
مصدر



