“اختبار المصير” في الاتحاد: قمة ليفربول تكشف عودة “مانشستر سيتي” من “الكابوس” وتؤكد نجاح ثورة جوارديولا الداخلية

خاص :
يواجه مانشستر سيتي اختباراً حاسماً لتأكيد عودته إلى مصاف المنافسين الحقيقيين على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، عندما يستضيف ليفربول يوم الأحد على ملعب الاتحاد. هذه القمة لا تمثل مجرد ثلاث نقاط، بل هي “اختبار مصير” يكشف ما إذا كان الفريق قد تعافى بالكامل من الموسم الماضي الذي وصفه البعض بـ”الكابوسي”.
الـ”سيتيزنز”، الذين فازوا بأربعة ألقاب متتالية قبل الموسم الماضي، عانوا من حملة 2024-2025 التي شهدت تراجعاً كبيراً وإصابات مؤثرة، وهو ما دفعهم للسخرية من أنفسهم في حفل الهالوين الأخير بلافتة كتب عليها: “الآن يُعرض: أعرف ما فعلته في الموسم الماضي”، في إشارة إلى فيلم رعب شهير.

ثورة جوارديولا الداخلية: القائد الجديد هو الحل

لمواجهة تداعيات الموسم الماضي، أجرى المدرب بيب جوارديولا تغييرات جذرية لم تقتصر على التكتيك، بل امتدت إلى هيكلة القيادة داخل غرفة الملابس. فبعد أن فقد الفريق أكثر من 1500 مباراة من الخبرة برحيل لاعبين مؤثرين مثل إيدرسون، ووكر، وغوندوغان، ودي بروين، قرر جوارديولا لأول مرة في مسيرته التدريبية أن يختار قادة الفريق بنفسه بدلاً من ترك الأمر لتصويت اللاعبين.
هذا القرار جاء لمعالجة ما اعتبره المدرب “نقصاً في الوحدة” ساهم في إخفاقات الموسم الماضي. وتضم مجموعة القيادة الجديدة أسماء مثل برناردو سيلفا، دياز، ورودري، بالإضافة إلى مفاجأة الموسم: إيرلينغ هالاند.
وقد وصف جوارديولا اختيار هالاند كقائد بأنه “ربما يكون أفضل قرار اتخذته”، حيث أظهر النجم النرويجي التزاماً كبيراً داخل وخارج الملعب، حتى أنه تطوع لأداء الواجبات الإعلامية قبل مباراة دورتموند الأخيرة.

استراحة غير مسبوقة و”رسالة للدماغ”

في محاولة لتجنب تكرار موجة الإصابات، اتخذ جوارديولا خطوة غير مسبوقة بإلغاء تدريب الفريق قبل مواجهة بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا، ومنح اللاعبين يوم راحة كامل. وقد وصف المدرب هذه الخطوة بأنها محاولة لإرسال “رسالة إلى أصحاب الأدمغة” المسؤولين عن جدولة المباريات المزدحمة.
هذا التغيير في النهج، إلى جانب تجديد عقد جوارديولا حتى صيف 2027، يؤكد أن المدرب لا يزال يمتلك “نفس الطاقة والحماس” لدفع الفريق، وهو ما أكده المدافع يوشكو غفارديول بقوله: “إنه لا يزال الشخص الذي يريد دفعنا، ويريد تدريب شيء جديد”.
ورغم البداية المختلطة هذا الموسم، التي شهدت انتصارات قوية على مانشستر يونايتد ونابولي، وهزائم أمام توتنهام وبرايتون وأستون فيلا، إلا أن السيتي يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب. مباراة ليفربول، الذي فاز على السيتي ذهاباً وإياباً في الموسم الماضي، هي الفرصة المثالية لجوارديولا ولاعبيه ليثبتوا أن “عرض الرعب” للموسم الماضي قد أصبح خلفهم تماماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى