من بينها “الحمار” و”قيصر الروم” و”بلحة”… أغرب ألقاب الحكام العرب والمسلمين
اشتهر الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء في العالم الإسلامي بألقاب رسمية أطلقوها على أنفسهم وأخرى شعبية أطلقها الناس عليهم.
وحول دوافع الألقاب وأسبابها، يقول فؤاد صالح السيد في كتابه “معجم ألقاب السياسيين في التاريخ العربي والإسلامي” إن أسباب الألقاب متنوعة، فمنها ما ارتبط بالمنصب كالخلفاء والملوك والأمراء ومنها القاهر بالله والمعتصم بالله والحاكم بأمر الله وأسد الدولة وبدر الدولة والملك الصالح، ومنها ما اقترن بحادثة معينة كالصديق وذي النورين، ومنها ما أتى على سبيل التشبيه بأعلام مشهورين سبقوهم كالاسكندر الثاني والسفاح الثاني وحجاج المغرب، ومنها ما أتى بسبب عاهة جسدية كالأعور والأعرج والأقرع، ومنها ما أتى بالأذواء (الألقاب التي تبدأ بـ”ذي”) على طريقة ملوك اليمن القديم كذي السيفين وذي الخمار وذي النورين، وبعض الألقاب نسبت إلى أسماء أمهات الملقبين كابن أروى وابن هند.
وهنالك ألقاب تدل على الاستخفاف والسخرية إما عن استحقاق أو عن اتهام كابن الزرقاء وأبو الذبان وكذاب صنعاء ولطيم الحمار، ومنها ألقاب ارتبطت بصفات شخصية قد تكون إيجابية كالنفس الزكية أو سلبية كالسفاح.
في ما يلي نتناول الألقاب الغريبة، التي قد تنبع غرابتها منها هي نفسها مثل لقب الحمار أو الناقص، أو تلك التي تنبع غرابتها من ارتباطها بحاكم مسلم مثل لقب قيصر الروم أو تلك التي تنبع غرابتها من ارتباطها في أذهاننا بأشخاص معيّنين لتكون المفاجأة أنها ارتبطت بشخصيات أخرى قبل زمن بعيد مثل خادم الحرمين الشريفين والمخلوع.
الخليفة يزيد بن الوليد “الناقص”
هو يزيد بن الوليد بن عبد الحكم بن مروان، خليفة أموي حكم ستة أشهر فقط في عام 744م، وأراد أن يقتدي بعمر بن عبد العزيز فأنقص رواتب الجيش بعدما كان يزيد الثاني (الخليفة الأموي التاسع) قد رفعها. لذلك لقب بالخليفة الناقص.
الخليفة مروان بن محمد “الحمار”
هو آخر خلفاء بني أمية (744-750)، تولى الحكم والدولة الأموية شبه منهارة ورغم نجاحه في القضاء على العديد من الاضطرابات عقب توليه الحكم، هزم أمام العباسيين في موقعة الزاب الكبرى، ففر وقتل في بوصير في مصر عام 750. وكان قد لقب بالحمار لأنه يقال: “فلان أصبر من حمار في الحروب” وهو كان كثير الحروب. كما لقب بالجعدي نسبة إلى مؤدبه.
الخليفة أبو العباس عبد الله “السفاح”
هو عبد الله (أبو العباس) بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أول الخلفاء العباسيين (749-754)، لقب بالسفاح لكثرة ما سفك من دماء الأمويين وذلك بعد أن وصف نفسه على المنبر بأنه سفاح بني أمية، وهو أول من أدخل نظام الوزارة في الدولة الإسلامية.
عبد الرحمن بن معاوية “صقر قريش”
هو عبد الرحمن بن هشام بن معاوية بن عبد الملك بن مروان وكنيته أبو المطرف، فر من الشام بعد سقوط الدولة الأموية على يد العباسيين، وأسس الدولة الأموية في الأندلس وحكمها (756-788) فنجح في القضاء على الاضطرابات في الأندلس ووطد دعائم حكمه بها. لقب أيضاً بالداخل.
أبو محمد عبد الواحد “المخلوع”
هو عبد الواحد (أبو محمد) بن يوسف بن أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي سادس خلفاء دولة الموحدين في المغرب والأندلس حكم في 1224 وخلع وخنق في السنة نفسها. وهو أول من حمل لقب المخلوع وثاني من حمله هو محمد الثالث، ثالث ملوك الدولة النصرية في غرناطة (1302-1309).
السلطان محمد الثاني “قيصر الروم”
محمد الثاني بن مراد الثاني، سلطان عثماني (1444-1481) نجح في غزو القسطنطينية عام 1453 فاتخذ لقب قيصر الروم، وكان السبب الذي جعل السلطان يتخذ هذا اللقب هو أن القسطنطينية كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية (الروم)، بعدما نُقل مركز الحكم إليها عام 330 بعد الانفصال عن الإمبراطورية الرومانية الغربية، وكونه هو سلطان المدينة فكان أن منح نفسه هذا اللقب. وعرف بالفاتح.
أبو عبد الله محمد “الزغل”
هو محمد الثاني عشر، أبو عبد الله، بن سعد بن محمد بن يوسف الثاني، ملك غرناطة الثاني والعشرون من بني نصر (بني الأحمر) الدولة النصرية في الأندلس، تولى عام 1483 ورحل إلى تلمسان في الجزائر عام 1487. ولقب بالزغل وهي كلمة أسبانية معناها الشجاع.
السلطان مصطفى الأول “المجنون”
هو السلطان العثماني الخامس عشر والسابع عشر، حكم فترتين الأولى لمدة ثلاثة أشهر في أواخر عام 1617 ومطلع 1618 والثانية في 1622 وظل نحو عام و4 أشهر في السلطة. كان يعاني من اختلال عقلي، لذلك اشتهر بلقب المجنون. ولكن بناءً على رغبة الانكاشارية في وجود سلطان ضعيف، أعيد إلى السلطة.
الحبيب بورقيبة “المجاهد الأكبر”
هو أول رئيس لتونس (1957-1987) بعد إلغاء الملكية، وكانت قد أسندت إليه الرئاسة مدى الحياة وفقا لدستور عام 1974، ولكن حكمه انتهى في 7 نوفمبر عام 1987 عندما أطاح به رئيس الوزراء زين العابدين بن علي بشهادة طبية تفيد انعدام قدرته العقلية والبدنية وفرضت عليه الإقامة الجبرية حتى وفاته عام 2000. كان المجاهد الأكبر هو لقبه المفضل كما حمل لقبين إضافيين هما باني تونس الحديثة ومنقذ الأمة.
معمر القذافي “ملك ملوك إفريقيا”
تولى الحكم في ليبيا من 1969 حتى عام 2011 ، وحمل ألقاباً عديدة مثل العقيد والزعيم الليبي وقائد ثورة الفاتح من سبتمبر العظيم وملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين وعميد الحكام العرب. أما اسم الدولة في عهده فكان “الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى”. دخلت ليبيا في عهده في مشاكل عدة مع دول الجوار والمجتمع الدولي. قتل بعد اندلاع الثورة الليبية ولم يستدل على قبره.
ياسر عرفات “أسد الجبارين”
هو محمد عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني (1929- 2004)، من مؤسسي حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية وأول رئيس للسلطة الفلسطينية. اشتهر بعدة ألقاب مثل القائد والأب المعلم وأسد الجبارين والمارد، وحمل اسماً حركياً خلال فترة العمل السري هو أبو عمار.
حسني مبارك “البقرة الضاحكة”
رئيس مصر الأسبق (1981-2011) تولى السلطة عقب اغتيال أنور السادات، عاشت مصر في عهده حالة من الاستقرار التي وصفها معارضوه بالركود المميت. اشتهر بضحكة مميزة ربطها المصريون بإعلان عن نوع من الجبن تظهر فيه بقرة عرفت بالبقرة الضاحكة، فأطلق معارضوه هذا اللقب عليه.
صدام حسين “المهيب الركن”
هو رئيس العراق (1979-2003)، وقد خاض العراق في عهده حروباً عديدة ضد دول الجوار (إيران والكويت) وضد التحالف الدولي الذي تصدى لاحتلاله الكويت عام 1990، كما شن عمليات قمع عسكرية ضد الأكراد في شمال العراق والشيعة في الجنوب. وتعرضت البلاد لحصار اقتصادي خانق في عهده. وأعدم بعد دخول القوات الأميركية إلى العراق. حمل لقب المهيب الركن وهي رتبة عسكرية في العراق تعادل المشير أو الفيلد مارشال فضلاً عن ألقاب أخرى عديدة مثل الفارس والمناضل وباني العراق وصانع النصر.
محمد السادس “أمير المؤمنين”
ملك المغرب منذ 1999 حتى الآن ويحمل لقب “أمير المؤمنين” الذي حمله ملوك المغرب منذ الدولة الموحدية وتم تكريس هذا اللقب في جميع دساتير المغرب 62-70-72-92-96-2011 التي تنص على أنه إلزام للملك للقيام بواجباته المتعلقة بالشؤون الدينية والتقيد بما ورد في الشريعة الإسلامية. وهو وحده الذي يضفي الشرعية الدينية على نظام الدولة. غير أن محمد السادس أضاف بعداً جديداً للقب عندما وصف نفسه خلال زيارته مؤخراً لمدغشقر بأنه “أمير المؤمنين بجميع الديانات”.
محمد مرسي “الاستبن”
هو رئيس مصر (2012-2013) كان مرشح الإخوان البديل في انتخابات الرئاسة عام 2012 لرجل الجماعة القوي خيرت الشاطر، فأطلق عليه معارضوه الاستبن التي تعني البديل، وهي كلمة تطلق في مصر على إطار السيارة الاحتياطي.
عبد الفتاح السيسي “بلحة”
رئيس مصر منذ عام 2014 ولم يزل. ارتفع نجمه بعد سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك إثر ثورة 25 يناير 2011 وبعد وصول الرئيس السابق محمد مرسي (المنتمي لجماعة الإخوان). عام 2012 عيّنه مرسي وزيراً للدفاع. وعلى أثر التحركات الشعبية في 30 يونيو عام 2013 قام السيسي بالإطاحة بنظام مرسي. يطلق عليه معارضوه على مواقع التواصل الاجتماعي لقب “بلحة”، وهو لقب يطلقه المصريون على من لا يفقه شيئاً ويفتقر للخبرة والمعرفة.
رصيف 22