
اغتيال السفير “نور الدين اللباد” يكشف عن دوره السري في ترجمة “مذكرات باجوليه”
خاص – مرهف مينو – باريس :
في ليلة الثلاثاء، 11 مارس 2025، طالت يد الغدر السفير السوري السابق في باريس، نور الدين اللباد، الذي اغتيل مع شقيقه عماد في منزله بمدينة الصنمين في ريف درعا، وذلك بعد أسبوعين فقط من عودته إلى سوريا في خطوة كانت محفوفة بالمخاطر.
وتأتي هذه الجريمة، التي وقعت في ظروف غامضة، لتطوي صفحة حياة دبلوماسي منشق، وتكشف في الوقت ذاته عن أسرار خطيرة كان يحملها، أبرزها دوره في ترجمة مذكرات السفير الفرنسي السابق برنار باجوليه.

من سفير إلى مترجم سري
بعد انشقاقه عن النظام السوري، اختار السفير نور الدين اللباد أن يواصل معارضته للنظام بطريقة مختلفة وخطيرة. فوفقاً لما كشفه الدبلوماسي السوري المنشق حسين صباغ، فإن اللباد هو من قام شخصياً بترجمة مذكرات السفير الفرنسي برنار باجوليه، التي تحمل عنواناً صادماً: “لن تشرق الشمس بعد الآن في الشرق”.

وتكتسب هذه الترجمة أهمية استثنائية كونها نُقلت إلى العربية بقلم دبلوماسي سوري رفيع عايش الأحداث من موقع متقدم.
وخوفاً على حياته من الانتقام، استخدم السفير اللباد اسماً مستعاراً هو “وردان فيصل” لإنجاز هذا العمل الذي يفضح ما وُصف بـ “الخطط السرية للنصيرية السياسية في سوريا لتدمير الشرق”.
وبحسب صباغ، فإن دور النشر رفضت طباعة الترجمة خوفاً من العواقب الأمنية، مما دفعه في النهاية إلى نشرها ضمن “سلسلة كتب أورينت”، ليخرج هذا العمل السري إلى العلن.
ونفى سفان اللباد لمصدر العلاقة مابين حادثة الاغتيال ومانشر عن ترجمته السرية ، وقال ان من قام بهذا العمل الجبان مجموعات معروفة في درعا .
اغتيال ممنهج لتصفية العقول المنشقة
يأتي اغتيال السفير اللباد كأبرز حلقة في مسلسل دموي شهدته محافظة درعا، والذي راح ضحيته أكثر من 1500 شخصية من الكفاءات العلمية والاجتماعية والثورية.
وقد عبرت شخصيات معارضة عن أسفها العميق لخسارة اللباد، الذي يمثل قصة المعارض السوري الذي تمت التضحية به على مراحل: “خسرناه حين انشق ولم يجد الدعم الكافي، وخسرناه حين اضطر للكتابة والترجمة باسم مستعار، وخسرناه حين طالته يد الغدر واغتالته”.
إن اغتيال السفير نور الدين اللباد لا يمثل مجرد جريمة قتل، بل هو محاولة لطمس الحقيقة وإسكات صوت شاهد رئيسي على مرحلة مفصلية من تاريخ سوريا الحديث.



