دليلك الوافي لفهم ما يريده ترامب!

يحاول نيوت غينغريتش، رئيس مجلس النواب الأميركي السابق، في كتابه الجديد “فهم ترمب” Understanding Trump (مكون من 386 صفحة)، تصوير الرئيس الأميركي دونالد ترمب بطلًا عماليًا أُسيء فهمه إلى حد بعيد، وسياسيًا يغني خارج السرب، وقع ضحية إعلام تقليدي يناصبه العداء.

دليل يحدد خريطة الطريق لفهم الرئيس الأميركي

ينطلق الكتاب الصادر أخيرًا من مجموعة حقائق يقول خصوم ترمب إنها حقائق غريبة على كل من شاهده يتحدث أو يتنفس أو يحكم. ويتضمن الكتاب توطئة كتبها إريك ترمب، نجل الرئيس، الذي وصف الكتاب بأنه “نظرة داخل ما قد تكون أعظم حملة انتخابية في التاريخ”.

ليس أكاديميًا
يستهل غينغريتش كتابه بتقديم ترمب على أنه ليس من ذوي الثراء الفائق في منطقة مانهاتن الراقية، بل ابن منطقة كوينز الشعبية ومن أصول متواضعة. يُكرَّس قسم كبير من مدخل الكتاب لتصوير ترمب رجل أعمال، وليس أكاديميًا، بنّاءً وليس مموّلًا، وبرغماتيًا وليس أيديولوجيًا.

يلاحظ منتقدون أن هذا التوصيف يتعارض مع ما يرويه غينغريتش نفسه عن تواصله المباشر مع ترمب حين يقول إنه أراد منه أن يقدر ما تكلفه حملة انتخابية رئاسية. فيقول له غينغريتش إنه سيحتاج 70 أو 80 مليون دولار. رد ترمب بعد لحظة تفكير: “هذا سعر يخت، لكن الحملة أكثر تسلية من يخت”.

يأخذ غينغريتش على ترمب تناوله وجبة سريعة على متن طائرته المؤثثة من طراز بوينغ 757، وفي النهاية يمتدح تعاطي الرئيس مع المعرفة بوصفه رجل أعمال، وليس أكاديميًا، ويقول إنه ليس مهمًا أن يعرف عواصم 42 بلدًا، لأن ترمب “على النقيص من مثقفي واشنطن، يتأكد من معرفة ما يحتاج معرفته ليكون ناجحًا في الوقت الذي يحتاج معرفته”.

طاولة بأربع قوائم
على هذا المنوال، يكتب غينغريتش أن الرئيس “يستيقظ كل يوم، ويريد أن يعرف ما يجري حقًا”. للتدليل على ذلك، ينوه غينغريتش بقبول ترمب اتصال رئيس تايوان هاتفيًا لتهنئته بالانتخاب على الرغم من أن أوساطًا سياسية واسعة رأت في ما فعله ترمب حماقة دبلوماسية هددت العلاقة مع الصين. وسرعان ما عاد ترمب إلى سياسة “صين واحدة” بعدما فكر فترة وجيزة في التخلي عنها.

مما يكتبه غينغريتش: “لكي نفهم ترمب يجب أن نتخيله طاولة ذات أربع قوائم، كل قائمة جزء من الكل الأيديولوجي، والقدرة على خرق المعتقدات السائدة مهمة، لأن الكثير من المعتقدات السائدة في واشنطن غبية، والمثال الساطع على ذلك هو الضجة المثيرة للسخرية عندما اتضح أن ترمب قرر إيقاف المواجز الاستخباراتية اليومية التي يتلقاها ليختار بدلًا من ذلك تلقيها مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع”. وأضاف أن ترمب أنهى هذا الهراء بسرعة، موضحًا أن في الإيجاز من التكرار ما يجعله هدرًا للوقت.

المثقف الأبله
يجد غينغريتش في فصل من فصول الكتاب طريقة لاعتبار عدم خبرة ترمب نقطة في مصلحته، منددًا بمن يسميه الكاتب نسيم طالب: “المثقف الأبله”. وكان طالب روّج مصطلح “المثقف الأبله” في مقالة نشرها في عام 2016، حذر فيه من شبه المثقف الذي يعتقد أنه مثقف، ولا يكتشف السفسطة في تفكيره.

يرى منتقدون أن هناك مفارقة في استخدام غينغريتش وجهة نظر طالب في كتابه “فهم ترمب” قائلين إن رئيس مجلس النواب السابق فقد قدرته على اكتشاف السفسطة في تفكيره هو.

يستعين غينغريتش بالفيلسوف البريطاني مجري الأصل مايكل بولاني لتعزيز دفاعه عن ترمب مقتبسًا منه: “المعرفة الصريحة هي ما نتعلمه من التعليم التقليدي، في حين أن المعرفة الضمنية هي ما نتعلمه من عمل شيء ما بالفعل”. وبحسب غينغريتش، فإن الرئيس يقود حركة لوضع المعرفة الضمنية في صدارة نظامنا الفيدرالي كي يتمكن من العودة إلى كونه حكومة عملية تعمل بفاعلية من أجل شعبها”.

تعطش إلى التغيير
يمضي غينغريتش في إغداق المديح على ترمب لإدراكه تعطش الناخبين إلى التغيير، قبل أن ينتقل إلى النصف الثاني من الكتاب، يناقش فيه كيف يستطيع ترمب والحزب الجمهوري أن يحكما بنجاح.

يشجب غينغريش ما يسميها “ليبرالية الهوية المتحللة” بوصفها اتجاهًا “سامًا” أسهم في إطلاق موجة من الاستياء استثمرها ترمب لمصلحته. يكتب غينغريش: “إذا كان الموشور الذي تنظر إلى العالم من خلاله موشورًا محدَّدا بالعرق والجنس والتوجه الجنسي فإن كل شيء يجب أن يكون مدفوعًا بالقبول أو العداء لهذه الجوانب من الهوية”.

وعن خطاب ترمب بعد تنصيبه، يقول غينغريتش إن الرئيس تحدث مباشرة إلى ملايين الأميركيين المحبطين الذين شاهدوا مجتمعاتهم تتدهور، فيما كان المثقفون البلهاء في حكومتنا وإعلامنا يدّعون أن الاقتصاد يتحسن، والبطالة تنخفض، وأميركا تقود العالم”.

 

 

 

 

 

ترجمة عبدالاله مجيد عن الغارديان | إيلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى