الدولار يفجّر غضب وزراء وممثلين موالين و”عمر الرحمون” يستسلم
فتح تخطي الدولار حاجز 10 آلاف ليرة؛ جراح العديد من الموالين على منصات التواصل ليصبّوا جام غضبهم على حكومة أسد وعجزها عن ضبط سعر الصرف وتجاهلها مناشدات رفع الرواتب.
ورصدت أورينت نت العديد من ردود الفعل الغاضبة على منصات التواصل لوزراء سابقين وممثلين موالين وغيرهم، يشكون ارتفاع سعر الصرف ويوجهون أصابع الاتهام لحكومة ميليشيا أسد بعد انخفاض الليرة السورية إلى مستويات قياسية.
منى: ليرتنا مصابة بالإسهال
وتحت عنوان “ليرتنا السورية عزتنا مرتخية” قال وزير الزراعة السابق، نور الدين منى، في منشور على فيسبوك أمس؛ إن الليرة واصلت ارتخاءها لحدود 11 ألف مقابل الدولار في العاصمة التجارية حلب الشهباء” وذلك رغم “تدخّل المركزي الأمني وتطبيق مبدأ الصدمة القلبية المبرمج لإنعاشها قبل نهاية الأسبوع”.
“منى” توسّع في تعداد أسباب ذلك الانهيار موضحاً أنه نتيجة للفشل الحكومي والسياسة النقدية والمالية بالمركزي اتّجه السوريون في الآونة الأخيرة نحو ظاهرة الدولرة (يعني الادّخار بالدولار الأمريكي؛ والذهب) تحسباً من انهيارات ومفاجآت، ما زاد الطلب على الدولار والذهب.
واعتبر منى أن “الليرة مصابة بالإسهال” وتحدّث عن جملة قرارات وقيود أخرى فرضتها ميليشيا أسد على السوريين قادت الليرة السورية للانهيار، مؤكداً أنه لا يوجد دولة في العالم إلا سوريا (حكومة ميليشيا أسد) تشجّع وتشرعن الاحتكار المطلق الوحيد من خلال الوكالات الحصرية لفرد معيّن وعدم السماح لسوق المنافسة الحرة الكاملة.
عاصي: ولا حتى شحاطة
وزيرة الاقتصاد والتجارة السابقة لمياء عاصي، كتبت في منشور على فيسبوك إن مستوى معيشة المواطن وصلت إلى اللا معقول، حيث لم يعد الراتب قادراً على شراء أي شيء و”لا حتى شحاطة”.
وقالت “في هذا الوضع الاقتصادي البائس، فإن التحليلات وذكر الأسباب هو كلام مكرّر وممل.. ندور في نفس الدّوامة”.
قبل أن تنتقد سلطات ميليشيا أسد بشكل مبطّن، مؤكدة أن “عدم الاكتراث واللامبالاة سيّدا الموقف” رغم الحالة المتردّية للاقتصاد السوري.
إسماعيل: وهن عزيمة الأمة
الممثل السوري بشار إسماعيل علّق على ارتفاع سعر الدولار في منشور عبر حسابه على فيسبوك قال فيه “أنا ما بفهم بالدولار بس بكل خطوة اخطيها بشوارع دمشق لا أسمع إلا كلمة واحدة الدولار صار بعشرة !!! تخرج بعصبية من أفواه المواطنين يشتمون ويلعنون ويدعون ويتذمرون ويحبطون ثم فجأة يصمتون”.
وسخر من أجهزة أمن أسد التي تحصي أنفاس السوريين بالقول: “السؤال الذي أريد الجواب عليه! هل ارتفاع سعر صرف الدولار يوهن عزيمة الأمة ؟”
ملحو: عجب رجب شبو
الخيبة قادت الممثل قاسم ملحو لكتابة منشور مقتضب على فيسبوك قال فيه إن “السوري خرّيج الجامعة اللي عنده قِدَم وظيفي 25 سنة صار راتبه اقل من 15 دولار”، خاتماً منشوره بعبارة “عجب رجب اشبو”، في إشارة إلى تجاهل رأس النظام لتحسين رواتب الموظفين.
عمر رحمون يستسلم
أما عرّاب المصالحات عمر رحمون قال إنه من محبي نشر التفاؤل والترويج له، لكن يمكنني القول اليوم بأننا وصلنا إلى قاع الأزمة دون وجود أمل بتقدّم خطوة واحدة نحو الأمام”.
وأضاف “توقفت عن نشر التفاؤل حيال الليرة السورية حتى لا أحسب على الدجالين والكذابين الذين يزوّرون الواقع تحت شعار نشر التفاؤل”.
وتخطى الدولار مؤخراً حاجز 10 آلاف ليرة سورية في أسواق العاصمة دمشق في انهيار غير مسبوق وسط غياب تام لحكومة ميليشيا أسد عن المشهد.
ومنذ مطلع العام الجاري انهارت الليرة السورية بشكل متسارع، ما دفع البنك المركزي التابع لحكومة ميليشيا أسد إلى إجراء خفض متواصل في سعر الصرف الرسمي، ليتساوى مع قيمتها في السوق السوداء.
وأدى انخفاض قيمة الليرة السورية إلى تراجع معدلات الأجور في مناطق سيطرة الميليشيا، حيث وصل الحال بالكثيرين ليتقاضوا راتباً شهرياً لا يتجاوز 15 دولاراً، فيما ارتفعت أسعار السلع والمنتجات بشكل جنوني بالتزامن مع انخفاض سعر الصرف.
ودفع ذلك آلاف الموظفين في مؤسسات القطاع العام التابعة لأسد إلى تقديم استقالاتهم وسط أكبر أزمة اقتصادية ومعيشية تعصف بالسوريين، حيث بات 90 بالمئة منهم يعيش تحت خط الفقر فيما توقّف الإنتاج والصناعة.