باحث إسرائيلي يحذر : معاداة النظام السوري تضر بمصالح إسرائيل

حذر البروفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب، من أن السياسات الإسرائيلية تجاه سوريا بعد سقوط نظام المجرم الهارب بشار الأسد قد تكون غير محسوبة العواقب، مشيرًا إلى أن رفض التعامل مع الرئيس السوري أحمد الشرع، قد يدفع دمشق إلى تعزيز علاقاتها مع أنقرة، وهو ما قد يشكل تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل.

وفي مقال نشره في صحيفة “يسرائيل هيوم”، أكد زيسر أن إسرائيل بدلاً من التركيز على التحديات المباشرة مثل حماس وحزب الله، بدأت تتورط في مغامرة غير مدروسة في سوريا، ما قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على المدى البعيد.

وأشار إلى أن سقوط بشار الأسد في ديسمبر الماضي شكل تحولًا جذريًا، حيث كان الأسد يحافظ على استقرار الجبهة مع إسرائيل لكنه في الوقت ذاته سمح لإيران وحزب الله بتعزيز نفوذهما، ما جعله خصمًا يمكن التنبؤ بتصرفاته.

وأضاف أن أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، أبدى خلال الأشهر الأخيرة استعدادًا واضحًا لفتح صفحة جديدة مع إسرائيل، مؤكدًا أن التهديد الحقيقي لسوريا يتمثل في إيران وحزب الله وليس إسرائيل.

وانتقد زيسر السياسات الإسرائيلية تجاه النظام السوري الجديد، مشيرًا إلى أن تل أبيب ارتكبت أخطاء عدة، أبرزها الاستيلاء على أراضٍ سورية دون مبرر أمني واضح، والإعلان عن منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، ودعم الطائفة الدرزية رغم عدم رغبتها في أي تدخل إسرائيلي.

كما حذر من أن هذه السياسات قد تدفع سوريا إلى تقوية تحالفها مع تركيا، وهو ما قد يكون أكثر خطورة على إسرائيل.

وأكد زيسر أن إسرائيل ليست مطالبة بالثقة الكاملة في الشرع، لكنها بحاجة إلى اتباع نهج أكثر براغماتية يقوم على المراقبة الحذرة بدلًا من اتخاذ قرارات متسرعة قد تأتي بنتائج عكسية.

واختتم بالتحذير من أن السياسات الإسرائيلية الحالية قد تجعلها تبدو كعدو مباشر للنظام السوري الجديد، في حين أنها بحاجة إلى استراتيجية أكثر عقلانية تحافظ على أمنها القومي دون الدخول في مواجهات غير ضرورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى