
تصريحات نارية لشيخ عقل الدروز في سوريا: “لا توافق مع دمشق”
عاد الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية ورئيس الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين، إلى الواجهة بتصريحات متباينة تجمع بين الدعوة إلى الوحدة الوطنية والرفض الحاد للوضع القائم في سوريا بعد سقوط نظام الأسد. تصريحاته الأخيرة جاءت في وقت حساس، وسط تصاعد التوترات في الساحل السوري، والانقلاب الذي نفذه عملاء النظام، والتطورات الإقليمية المتعلقة بملف الجنوب والطائفة الدرزية.
الهجري: لا اتفاق مع دمشق ومصلحة الدروز أولاً
في أحدث تصريحاته، أكد الشيخ حكمت الهجري، يوم الخميس 13 مارس، رفضه التام لأي توافق مع السلطة في دمشق، قائلاً بوضوح: “لا وفاق ولا توافق” مع النظام. وخلال لقاء مع فعاليات اجتماعية في السويداء، شدد على أن الطائفة الدرزية تمر بمنعطف حاسم، مضيفًا: “نحن في مرحلة نكون أو لا نكون، وسنتحرك بما يخدم مصلحتنا”، مؤكدًا أن أي تنازل في هذا الشأن “مرفوض تمامًا”.
كما انتقد بحدة أبناء السويداء الذين “يبيعون دماء وكرامة أهلهم في الساحل”، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة في تلك المناطق.
وثيقة التفاهم بين السويداء والإدارة الجديدة: مطالب وليست اتفاقًا نهائيًا
في سياق التفاوض المستمر، أكدت مصادر من الرئاسة الروحية في السويداء أن الوثيقة التي نتجت عن اجتماع دارة قنوات ليست “اتفاقًا نهائيًا”، بل مجرد “مجموعة طلبات قدمها ممثلو السويداء”، والتزم موفد الإدارة الجديدة بمناقشتها وتنفيذها تدريجيًا.
وتضمنت الوثيقة عدة مطالب أبرزها:
- تفعيل الضابطة العدلية فورًا لضمان الاستقرار في المنطقة.
- إعادة تنظيم الفصائل العسكرية وضباط الجيش المنشقين تحت إشراف وزارة الدفاع.
- صرف الرواتب المتأخرة للموظفين وتسوية مستحقاتهم المالية.
- إصلاح المؤسسات الحكومية ماليًا وإداريًا لضمان كفاءتها.
- إزالة التعديات على الأملاك العامة وتنظيم الأراضي.
- تحويل مبنى حزب البعث السابق إلى مقر رئيسي للجامعة في السويداء.
- تشكيل لجنة متابعة لضمان تنفيذ بنود الاتفاق.
الهجري: مشروعنا وطني بامتياز ونرفض الانفصال
وفي تصريح آخر، شدد الشيخ الهجري على رفضه التام لأي مشروع انفصالي، مؤكدًا أن “الدروز جزء أصيل من سوريا”، مضيفًا: “نحن طلاب سلام ونرفض أي مشاريع تقسيمية، نريد العيش بكرامة مع جميع السوريين”. كما أكد أن الطائفة ستقف “إلى جانب كل من يحترم كرامتنا وحقوقنا”.
انتقادات للهجري بسبب مواقفه من قتلى النظام والإدارة الجديدة
أثارت تصريحات الشيخ حكمت الهجري جدلًا واسعًا بعد اعتراضه على سياسات الحكومة الجديدة، خصوصًا فيما يتعلق بإجازات الموظفين وتوصيف قتلى النظام. فقد طالب باعتبار قتلى النظام “شهداء الوطن”، معتبرًا أن تصنيفهم بطريقة أخرى يشكل “تشويهًا لتاريخهم وتضحياتهم”.
وفي بيانه، أكد أن بعض سياسات الإدارة الجديدة “لا تخدم الاستقرار بل تزيد من حدة التوتر”، داعيًا إلى إصلاحات حقيقية تحمي حقوق المواطنين.
؟
؟
مصدر



