مأساة في فرنسا: مقتل مشرفة مدرسية طعنًا على يد طالب في مدينة نوجان

نوجان (فرنسا) – لا تزال مدينة نوجان الصغيرة، الواقعة في إقليم “هوت مارن” شرق فرنسا، تحت وقع الصدمة والحزن، عقب جريمة مروّعة شهدتها صباح الثلاثاء، حيث أقدم طالب يبلغ من العمر 14 عامًا على طعن مشرفة مدرسية داخل حرم “مدرسة فرانواز-دولتو” ما أدى إلى وفاتها على الفور.

الضحية، وتدعى ميلاني (31 عامًا)، كانت تعمل كمشرفة في المدرسة منذ بداية العام الدراسي، وتُعرف بطيبتها وتفانيها في العمل. وقد كانت، وفق شهادات الأهالي والزملاء، أمًّا لطفل صغير وتتمتع بعلاقات طيبة مع الطلاب والجهاز التعليمي على حد سواء.

وقعت الجريمة حوالي الساعة الثامنة والربع صباحًا، أثناء عملية تفتيش روتينية لحقائب الطلاب جرت بحضور عناصر من الدرك الفرنسي. وفي لحظة مفاجئة، أخرج الطالب سلاحًا أبيض من حقيبته ووجّه عدة طعنات إلى المشرفة، قبل أن يتم السيطرة عليه من قبل رجال الأمن المتواجدين في المكان. وقد أصيب أحد عناصر الدرك بجروح طفيفة أثناء محاولة توقيف الجاني.

غضب وذهول في المدينة

الجريمة هزّت المجتمع المحلي والوطني، ودفعت بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إصدار بيان عبّر فيه عن “صدمته البالغة”، واصفًا ما حدث بأنه جزء من “موجة عنف عبثية”. من جهتها، زارت وزيرة التعليم إليزابيث بورن موقع الحادث، وأعلنت عن دقيقة صمت ستُنظّم في جميع المدارس الفرنسية ظهر يوم الخميس تكريمًا لروح الضحية.

فرانسوا بايرو، رئيس الوزراء، أعلن عن تدابير عاجلة للحد من حوادث العنف في المدارس، من بينها حظر بيع السكاكين والأسلحة البيضاء لمن هم دون سن 18 عامًا، بالإضافة إلى دراسة إمكانية وضع بوابات تفتيش أمنية عند مداخل المؤسسات التعليمية.

مرتكب الجريمة… وسجل سلوكي مثير للقلق

التحقيقات الأولية كشفت أن الطالب الجاني معروف بسلوكه “المضطرب”، وقد سبق أن طُرد مرتين مؤقتًا من المدرسة بسبب تصرفات عنيفة. المفارقة أن الطالب كان مشاركًا في برامج التوعية ضد التنمر داخل المؤسسة التعليمية.

وتتجه التحقيقات حاليًا إلى فحص الحالة النفسية للفتى، وخصوصًا في ظل ورود شهادات عن تعرضه لمضايقات أو مشاكل سلوكية قبل الحادث، كما يسعى المحققون لتحديد ما إذا كانت الجريمة مخططًا لها مسبقًا، أو إذا كان الجاني ينوي استهداف ضحايا آخرين.

مدينة نوجان، التي لا يتجاوز عدد سكانها 3,000 نسمة، باتت تعيش أجواء من الحزن العميق والذهول، إذ لم تشهد من قبل جريمة بهذا الحجم. تقول قريبة للضحية: “من الصعب التصديق، ميلاني كانت محبوبة من الجميع. اختلطت لدينا مشاعر الحزن بالغضب، ولا نعرف كيف نتجاوز هذه الكارثة.”

وتبقى الأسئلة معلّقة في انتظار نتائج التحقيق الرسمي الذي سيكشفه النائب العام في مؤتمر صحفي مرتقب خلال الساعات القادمة، في وقتٍ تتواصل فيه حالة التأهب والحذر في المدارس الفرنسية وسط تساؤلات جديّة عن أمن المؤسسات التربوية ومستقبل التعامل مع القاصرين الذين يُظهرون ميولًا للعنف.

§

مرهف مينو – باريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى