
الأسواق السورية في مواجهة موجة غلاء جديدة غير مبررة
عادت أزمة غلاء الأسعار لتضرب بقوة الأسواق السورية، حيث شهدت الأيام الأخيرة قفزات جديدة في أسعار الخضار والفواكه والسلع الأساسية، رغم وفرة المعروض من بعض المواد، مما زاد من الأعباء المعيشية على المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود.
ووفقاً لتقارير ميدانية من أسواق دمشق وحماة، ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ؛ ففي العاصمة، تراوح سعر كيلو الخيار بين 8 و12 ألف ليرة سورية، والبطاطا 6 آلاف، والبندورة 5 آلاف، بينما وصل سعر صحن البيض إلى 32 ألف ليرة. وفي حماة، سجلت الأسعار ارتفاعات مماثلة، حيث وصل سعر كيلو الليمون إلى 20 ألف ليرة، والخيار إلى 8 آلاف ليرة.
أسباب مركبة تلهب الأسعار
أرجع خبراء اقتصاديون ومسؤولون في أسواق الهال هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها:
- موجة الحر الشديدة: أدت درجات الحرارة المرتفعة إلى تلف كميات كبيرة من المحاصيل الصيفية، ودفعت العديد من المزارعين للعزوف عن جني محاصيلهم، مما قلص الكميات المعروضة في الأسواق.
- أحداث السويداء: أكد رئيس لجنة سوق الهال بدمشق أن انقطاع الطريق الواصل بين دمشق ومحافظة السويداء، التي تعد مصدراً رئيسياً لبعض المحاصيل، أدى إلى تقليص الكميات الواردة إلى العاصمة بشكل كبير.
- ارتفاع تكاليف الإنتاج: شكل ارتفاع أسعار المحروقات، والأسمدة، والأدوية الزراعية، بالإضافة إلى تكاليف النقل والعمالة، عبئاً إضافياً على المزارعين والتجار، انعكس مباشرة على السعر النهائي للمستهلك.
- تقلبات سعر الصرف: ساهمت تقلبات سعر الصرف واتجاه بعض الشركات لاعتماد الدفع بالقطع الأجنبي في زيادة الضغوط التضخمية على السوق المحلية.
لا علاقة للتصدير بالأزمة
نفى مسؤولو أسواق الهال أن يكون لملف التصدير تأثير كبير على الأسعار الحالية، مؤكدين أن الكميات المصدرة إلى دول الخليج، والتي تتراوح بين 10 و27 شاحنة يومياً، لا تشكل ضغطاً حقيقياً على السوق الداخلي الذي لا يزال يتمتع بوفرة نسبية في بعض المواد.
وتعيش الأسواق السورية حالة من الارتباك، حيث تجتمع وفرة بعض السلع مع غلاء حاد في سلع أخرى، مما يضع القدرة الشرائية للمواطنين، التي تآكلت بفعل سنوات الأزمة، أمام اختبار جديد وصعب.
؟
؟
مصدر



