
صدمة في أوساط اللاجئين : ألمانيا ترفض 1900 طلب لجوء سوري في شهر واحد.. مؤشر على نهاية “التجميد” وبدء الترحيل
برلين – (متابعة خاصة)
شهدت سياسة اللجوء الألمانية تجاه السوريين تحولاً غير مسبوق، أثار قلقاً واسعاً في أوساط الجالية السورية، بعد أن كشفت إحصائيات رسمية عن ارتفاع هائل في قرارات رفض طلبات اللجوء.
فقد أعلن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) عن رفضه 1906 طلبات لجوء أولية مقدمة من سوريين خلال شهر تشرين الأول الفائت وحده، وهو رقم يتجاوز بكثير مجموع حالات الرفض التي سُجلت في الأشهر التسعة التي سبقته، والتي بلغت 163 حالة فقط.
هذا الارتفاع المفاجئ يمثل مؤشراً واضحاً على تغير جذري في الموقف الرسمي الألماني، الذي كان يعتمد سابقاً على تجميد معظم قرارات البت في طلبات السوريين بسبب غموض الأوضاع بعد سقوط نظام الأسد.

تغير الموقف الرسمي والضغط السياسي
يعزو مكتب الهجرة هذا التغير إلى ما أسماه “التغير في الأوضاع داخل سوريا”، مشيراً إلى أن الأحكام القضائية الأخيرة بدأت تظهر “اتجاهاً حذراً” نحو رفض الطعون ضد قرارات الرفض. ووفقاً لوجهة نظر المكتب الجديدة، لم يعد بالإمكان اعتبار جميع الشباب الأصحاء عرضة لخطر الترحيل القسري لمجرد كونهم سوريين.
ويأتي هذا التحول متزامناً مع ضغط سياسي مكثف تقوده شخصيات بارزة في الحكومة الألمانية. فقد طالب المستشار فريدريش ميرتس بـ“استئناف سريع لعمليات الترحيل”، خاصة لمن ارتكبوا جرائم، معتبراً أن “الحرب في سوريا انتهت، ولم يعد هناك أي سبب للجوء في ألمانيا”.
كما أعلن وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت عن سعي وزارته للتوصل إلى اتفاق مع سوريا هذا العام لبدء ترحيل المجرمين أولاً، ثم لاحقاً أولئك الذين لا يملكون حق الإقامة.
ويؤكد مكتب الهجرة أنه عاد منذ نهاية أيلول الماضي إلى اتخاذ قرارات بشأن ملفات “الرجال الشباب، القادرين على العمل، والمسافرين بمفردهم”، مشدداً على أن الحماية لم تعد تُمنح بشكل تلقائي، بل أصبحت تتطلب من مقدم الطلب تقديم “أسباب فردية محددة للاضطهاد” لإثبات حاجته للحماية.
هذا التطور يضع اللاجئين السوريين أمام تحدٍ جديد في ألمانيا، حيث يبدو أن مرحلة “التجميد” قد انتهت وحلت محلها مرحلة “التدقيق والرفض”.



