عشرات القتلى بالغاز السام في ريف دمشق على يد النظام السوري
قصفت مروحيات النظام السوري ببراميل متفجرة تحتوى غازات سامة أحياء سكنية في مدينة المعضمية بريف دمشق، مما أدى إلى مقتل عشرات الاشخاص جلهم من المدنيين بينهم رضيع وإصابة نحو ثلاثين شخصا بحالات اختناق.
وقال المسؤول الإعلامي للدفاع المدني في ريف دمشق لـ”إيلاف”: “أكثر من 12 شهيدا حتى اللحظة والعشرات من المصابين في حالات خطرة جدا نتيجة استهداف المدينة ببراميل متفجرة تحوي غازات سامة”.
وقال أحد الاطباء العاملين في مستشفى الغوطة التخصصي في إتقال مع “إيلاف” إنّ النظام السوري “استخدم غاز السارين في المعضمية بالحي الغربي، حيث ظهرت على المصابين مجموعة من الأعراض تمثلت في سيلان أنفي ولعابي تطور لاحقاً إلى سيلان دموي وضيق في التنفس، وصغر في حجم البؤبؤ تطور إلى توسع واضح مدللاً على الوفاة، كما أنه ظهر على المصابين الاستفراغ ومعظم الإصابات ظهرت عليها علامات التبول والتغوط اللارادي، كما ظهرت حركات لا ارادية تشنجية انتهت بتوقف التنفس وتوسع الحدقة والموت”.
وأسفر القصف أيضا عن إلحاق دمار كبير بالممتلكات والمنازل، وذلك في إطار حملة مكثفة يشنها سلاح الجو التابع لقوات النظام على مختلف مناطق ريف دمشق.
وسبق أن استخدمت قوات الأسد غازات سامة مرارا في ريف دمشق و إدلب وفي عدة مناطق سورية، مما دفع مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار في مارس/آذار الماضي لإدانه استخدام غاز الكلور في الهجمات ضد المدنيين بسوريا دون تحديد أي طرف.
وفي الشهر نفسه ناشدت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان مجلس الأمن الدولي التدخل لحمل النظام على وقف استخدام غاز الكلور في قصف المدنيين، خاصة بعد الحصول على ادلة تشير بقوة إلى استخدام النظام السوري مواد كيميائية سامة في عدة هجمات بالبراميل المتفجرة في ريفي دمشق وادلب.
غارات روسيا “جرائم حرب”
في سياق متّصل، اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير الاربعاء روسيا بقتل “مئات المدنيين” والتسبب “بدمار هائل” في سوريا جراء الغارات الجوية التي تشنها على مناطق سكنية، معتبرة ان هذه الضربات قد ترقى الى حد كونها “جرائم حرب”.
وقالت المنظمة في تقريرها ان “الضربات الجوية الروسية أسفرت عن مقتل مئات المدنيين وتسببت بدمار هائل في مناطق سكنية، حيث أصابت منازل ومسجدا وسوقا مكتظة بالناس بالإضافة إلى مرافق طبية، وذلك في نمط هجمات يُظهر أدلة على وقوع انتهاكات للقانون الدولي الإنساني”.
وتشن موسكو حملة جوية في سوريا مساندة لقوات النظام منذ 30 ايلول/سبتمبر، تقول انها تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية و”مجموعات ارهابية” اخرى. وتتهمها دول الغرب وفصائل مقاتلة باستهداف المجموعات “المعتدلة” اكثر من تركيزها على الجهاديين.
وافادت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا، بانها وثقت “أدلة تشير إلى استخدام روسيا للذخائر العنقودية المحظورة دوليا والقنابل غير الموجهة في مناطق سكنية مكتظة”.
وتتطرق المنظمة في تقريرها الى ست هجمات وقعت في محافظات حمص (وسط) وإدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) في الفترة الممتدة بين أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر، مشيرة الى انها تسببت بـ”مقتل ما لا يقل عن 200 مدني ونحو 12 مقاتلاً”.
وقال فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة “يبدو ان بعض الضربات الجوية الروسية قد اصابت مدنيين او اهدافا مدنية بشكل مباشر (…) وحتى مرافق طبية، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين”.
واضاف “مثل هذه الضربات ربما تصل إلى حد جرائم الحرب” مشددا على انه “من المهم للغاية ان يتم إجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة في الانتهاكات المشتبه بها”.
وبحسب التقرير، “لم تكن هناك اي اهداف عسكرية او مقاتلين في المحيط المباشر للمناطق التي ضُربت، وهذا يشير إلى أن الهجمات ربما تكون قد شكلت انتهاكا للقانون الدولي الإنساني”.
ويوثق التقرير في احدى الهجمات اطلاق ثلاثة صواريخ على سوق مزدحم في وسط مدينة اريحا في محافظة إدلب، ما تسبب بمقتل 49 مدنيا. ونقل عن شهود وصفهم “كيف تحول سوق الأحد الذي يعج بالحركة إلى مسرح لمذبحة في ثوان”.
ويشير التقرير الى مقتل “46 مدنيا، بينهم 32 طفلا و11 امرأة، ممن كانوا يلتمسون ملجأ في طابق التسوية لمبنى سكني طلبا للسلامة في 15 تشرين الأول/اكتوبر في الغنطو محافظة حمص”.
وتنفي موسكو التقارير عن مقتل مدنيين جراء ضرباتها الجوية التي تطال محافظات سورية عدة، في اطار مساندتها الجيش السوري في عملياته البرية ضد الفصائل المقاتلة والاسلامية والجهاديين.
وفي حصيلة جديدة الثلاثاء، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 2132 شخصا، يتوزعون بين 710 مدنيين و1422 مقاتلا، جراء الغارات الروسية منذ بدء موسكو حملتها في سوريا قبل اكثر من شهرين.
ونددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الاحد بالاستخدام المتزايد للقنابل العنقودية في سوريا في العمليات العسكرية التي تقودها روسيا وقوات النظام ضد الفصائل المقاتلة منذ بدء التدخل الروسي.
متابعة مصدر | صحف
.