أحد أبناء السويداء يروي كيف قُتِل شقيقه أمامه تحت التعذيب بالفرع 215
روى أحد أبناء السويداء تفاصيل اعتقاله وشقيقه الذي فارق الحياة أمام عينيه بعد تعرّضه للتعذيب من قبل جلادي ومحققي أسد في الفرع 215 المعروف بـ “سرية المداهمة”.
وفي تسجيل نشرته شبكة “السويداء 24″، قال لؤي كمال رعد إنه وشقيقه لورنس اعتقلا لعدة أيام في المرة الأولى بسبب مشاركتهم في المظاهرات السلمية أواخر عام 2012.
وأضاف أنه بعد إطلاق سراحهما بنحو 6 أشهر داهمت دورية أمنية مؤلفة من 3 سيارات وعناصر مدجّجين بالسلاح منزل العائلة في القريا واعتقلته مع شقيقه لورانس مرة أخرى وأبلغتهما أن الأمر مجرد سؤال وجواب لن يستغرق أكثر من نصف ساعة.
وفي البداية نُقِل الشقيقان إلى فرع الأمن العسكري في صلخد وفي اليوم التالي تم تحويلهما إلى فرع الأمن العسكري بالسويداء حيث اعتقلا منفردين لمدة 5 أيام وعقب ذلك نُقِلا معاً إلى القابون (فرع الشرطة العسكرية) ومن ثم إلى الفرع 215 (سرية المداهمة)
هناك عمد جلادو أسد إلى تقييد أيدي المعتقلين إلى الخلف وعصب أعينهم، واقتادوا كل 15 فرداً منهم بسلسلة واحدة من أجل التحقيق.
وخلال التحقيق معهم للمرة الأولى تم ضربهم وجلدهم وشبحهم وتعرضوا للتعذيب بالكهرباء واتُّهِموا بحمل السلاح واستهداف عناصر ميليشيا اسد.
شَتَم بشار الأسد فقتلوه
وبعد مضي خمسة أيام على وجودهم بالفرع تم استدعاؤهم مرة أخرى للتحقيق وحينها انفجر شقيقه لورانس غضباً من الشتائم التي وجهها له المحقق ولذلك قام بشتم بشار الأسد قبل أن ينهال عليه العناصر بالضرب الوحشي.
ومع انتهاء التحقيق وإعادتهم لمكان الاحتجاز انتفخت ساق شقيقه وارتفعت درجة حرارته وأخذ يهلوس إلى أن فقد الإدراك وفارق الحياة بين يديه مطلع شهر حزيران من العام 2013.
وعند الصباح لفَّ بمساعدة معتقلين آخرين جثمان أخيه ببطانية حيث تم سحب الجثة إلى الخارج وألصق على جبين الضحية رقم 3140 قبل أن يأخذها عناصر أسد ويستصدروا تقريراً طبياً يزعم وفاته بأزمة قلبية ومع ذلك رفضت مخابرات أسد أن تسلم الجثة لعائلته بسبب حجم التعذيب الذي يظهر عليها.
وأكد المعتقل السابق أنه كان يموت يومياً في زنزانة الاعتقال الخاصة بهم بين 9 إلى 12 معتقلاً يومياً وفي أحد الأيام 19 معتقلاً.
وبحسب لؤي، اتّهم المحققون المعتقلين من أبناء السويداء بتلقّي أموال من الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط كما أجبروا على البصم على عدد من الأوراق دون أن يروا حتى ما تحتويه.
لاحقاً بعد وفاة شقيقه، أوضح لؤي أنه نقل إلى فرع الفيحاء (إدارة الأمن السياسي)، ومن ثم إلى فرعي باب مصلى والقابون قبل تحويله إلى سجن عدرا حيث يقوم ما يعرف بمندوب سجن عدرا بابتزاز المعتقلين وتأمين إطلاق سراحهم مقابل مبالغ تتراوح بين 4 و5 ملايين ليرة في تلك الأثناء.
وقبيل إطلاق سراحه، أبلغه ضباط أسد أن عليه أن يلتزم الصمت حيال ما تعرّض له وأن يقول بأن أخاه فارق الحياة بأزمة قلبية في حال سُئل عنه.
وفي آخر التسجيل يستذكر المعتقل السابق كيف ألقت به دورية لميليشيا أسد وسط الشارع قبل أن يقوم أحد سائقي التكسي بتقديم الطعام والشراب له ونقله إلى كراج السويداء وتقديم مبلغ مالي له.
وعقب وصوله إلى منزله وتلقيه العلاج تفاجأ بوفد حزبي يزور عائلته ويزعم أن أخاه فارق الحياة بأزمة قلبية ما دفعه إلى طردهم وأبلغهم بأنه وأخاه تعرّضا للتعذيب وهو ما تسبّب بوفاة أخيه.
يشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثّقت بمفردها مقتل أكثر 15 آلف شخص تحت التعذيب على يد أجهزة اسد الأمنية.
اورينت