تعاني حمص، ومنذ سنوات، من مطرقة النظام وسندان متسلقي الثورة الذين زادوا من معاناة المدينة وأهلها، ولاسيما الشباب الثائر والمخلص للثورة، والذي يعمل دون أجندة مهمشا.
وكدليل على ركوب موجة الثورة، تداول ناشطون قصة المدعو، أبو عبدو بحلاق الذي ذاع صيته في عملية تشغيل الأموال بعد أن حصل على تزكية من الهيئة الشرعية ممثلة بالشيخ حامد عسكر، والمجلس المحلي في حمص.ويشير الناشطون إلى أن أهالي المدينة ممن كانوا يمتلكون بعض المال، قاموا بادخارها لدى المذكور أملا بتحصيل عائد من تشغيلها يكفيهم من العوز في ظل ظروف الحصار المعقدة.
كل ذلك شجّع العديد من الشخصيات المعروفة والجمعيات الإغاثية لإيداع أموال الثورة عند “بحلاق” وتحت حجة شرعية هي البيع المؤجل مطمئنين أن العملية صحيحة، وبعيدة عن الربا، خاصة وأن الرجل يعمل تحت غطاء الهيئة الشرعية والمجلس المحلي، مع ملاحظة أنه كان يعمل محاسبا للمجلس المحلي في حمص الحرة.
وكشف مقربون من بحلاق أنه افتتح بعد عمله مكتباً في مدينة المعارض في حي الوعر، وبعد فترة بدأت علامات العجز المالي تظهر عليه، ولم يعد قادرا على تسديد المستحقات للناس، وبحسب المصدر ذاته “بدأت الشكاوى تنهال عليه من المستفيدين من تشغيل الأموال، وتم اعتقاله من الهيئة الشرعية مع أعضاء مكتبه، ليتبين للهيئة أن جزءاً كبيراً من تلك الأموال، قد تم تحويله للخارج. فادّعى على الفور أنه تعرض لعيمة نصب منظمة.
وحمّل متضررون الهيئة الشرعية وعلى رأسها الشيخ حامد عسكر، المسؤولية عن كل ما جرى لأنه هو من قام بتزكية أبو عبدو . فرد عسكر حرفيا، بأن العملية كانت ( ربا ) منذ البداية وسيتم خصم جزء من الأموال التي سيتم استرجاعها لأنها أموال حرام جاءت عن طريق الربا.ولدى سؤاله من قبل المتضررين، عن سكوت الشيخ عنه طالما أنه كان يعلم منذ فترة طويلة بعدم شرعية هذا العمل فأجابهم بقوله أنه لم يُسئل عن ذلك من أي شخص وبالتالي لم يتدخل بالموضوع ولم يقم بأي عمل.

بحلاق

بحلاق

وأفاد ناشطون أن التحقيقات التي أُجريت مع بحلاق، بينت أن الكثير من الأموال الموجودة بحوزته عائدة لكتائب كبيرة وأسماء كبيرة تعمل بالشأن العام ومنها كتائب أحرار الشام بمبلغ يقارب 100 ألف دولار منها 40 ألفا حوالة لأحد أعضاء الكتيبة.وثمة مبلغ بقيمة 50 ألف دولار لوسيم الخباز أحد قيادات كتيبة الجهاد الإسلامي. ومن بين المودعات مبلغ كبير لكتائب أتباع الرسول لم يتم الإفصاح عن قيمته.
غير أن ما أثار الريبة والشكوك مبلغ 100 ألف دولار مودعة من قبل رئيس المجلس المحلي المدعو أبو وائل إدريس، وعند سؤاله عن مصدرها كان الجواب أنها مال شخصي مقدم له من أقربائه.وأن لا علاقة لعمله بالمجلس بهذا المال.

علاوة على ذلك، فهناك تجار ذهب من آل قراحة أودعوا مخزوناً من الذهب لدى بحلاق لتشغيله، وتبلغ قيمته حوالي 60 ألف دولار.
عدا عن ذلك ثبت إيداع العديد من الجمعيات ومنها جمعية عون، وجمعية خالد بن الوليد، وجمعية الرضوان، وجمعية أهل الأثر لمبالغ مالية لم يتم الإفصاح عن قيمتها ولم يتم ذكر الأسباب. إضافة إلى مبالغ مالية من الكثير من وجهاء الحي من بينهم رئيس وفد التفاوض مع النظام في حي الوعر، عبد المعين الفاعور أبو خالد الذي ثبت إيداعه لمبلغ 16 ألف دولار وعند سؤاله عن مصدر هذا المال ادعى أن المبلغ ليس له وإنما لابنه الذي لم يبلغ من العمر 20 عاما.
وأفاد ناشطون أن “أبو عبدو بحلاق” يقبع الآن في سجون الهيئة الشرعية ويتعرض لتعذيب شديد ولم يسمح لأحد بمقابلته نهائيا في ظل تكتم كبير جدا على كل المعلومات والتحقيقات التي استطعنا الحصول على بعض المعلومات عنها .
المثير للجدل أن المحقق الذي يتولى التحقيق بشأن قضية هذه الأموال هو أستاذ مدرسة للمرحلة الابتدائية  مقرب من الهيئة الشرعية.في حين يوجد الكثير من الأشخاص ذوي الخبرة المالية ومنهم من كانوا يعملون مستشارين ماليين واقتصاديين وخبراء ماليين لم يتم الاستعانة بهم، وذلك لأنهم ليسوا من المقربين من الهيئة، وليسوا من المقبولين لدى أصحاب القرار في المنطقة.
ويقدر ناشطون إجمالي الأموال التي تم تشغيلها وتلك التي تم النصب على أصحابها وأخذها، بحدود 2 مليون دولار.وتحيط السرية بمكانها الحالي أو مصيرها، مع ملاحظة أن هذا المبلغ كان كافياً لقلب حياة المدنيين في الحي رأساً على عقب، وتوفير حاية كريمة لهم ولأسرهم.

 

مرهف مينو | مصدر

اتصلنا بالشيخ حامد عسكر عن طريق وسيط وشرحنا له المسألة , و تجاهل الرد .

 

مصدر تكشف تفاصيل جديدة حول مقتل “الصراف المهباني” في الوعر

 

النظام يغلق حي الوعر ويمنع دخول وخروج المدنيين

مظاهرات داخل السجن المركزي بحمص تكذب رواية النظام