إيران تستغل معركة “طوفان الأقصى” لتعزيز وجودها بسوريا

 

 

 

 

 

استغلت إيران انشغال إسرائيل بعملية “طوفان الأقصى” لتعزيز وجودها في سوريا، من خلال دعم ميليشياتها لوجستياً وبشرياً، ولا سيما بعد انسحاب مرتزقة فاغنر من بعض المناطق، حيث أدخلت طهران شحنات من الأسلحة والذخائر والمعدات عبر المنفذين الحدوديين بريف دير الزور الشرقي بمدينة البوكمال، وهما المنفذ الرسمي (منفذ البوكمال الحدودي)، ومنفذ التهريب الخاص بالمليشيات الإيرانية (منفذ السكك).

 

وقالت مصادر خاصة إن إيران لم تتوقف عند إدخال السلاح وعملت على تعزيز عناصرها في سوريا، من خلال رفدهم بعناصر من الجنسيتين الأفغانية والعراقية، وإدخالهم عبر “بولمانات” لنقل ما يسمى بـ “حجّاج زينب”، موضحة أن نحو 22 حافلة دخلت منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية يوم السبت الماضي، محمَّلة بالشباب من الجنسيتين الأفغانية والعراقية بشكل منفصل، بحجة زيارة المزارات الشيعية في سوريا.

 

وأشارت المصادر إلى أن جميع الحافلات التي دخلت مؤخراً مرّت عبر دير الزور وصولاً إلى حمص ودمشق، حيث تقوم الميليشيات الإيرانية باستقبالهم وفرزهم لتعزيز نقاطها خصوصاً بعد انسحاب مرتزقة فاغنر من بعض المناطق في البادية السورية، ولا سيما السبخة بريف تدمر، شرق حمص.

 

إيران التي دافعت عن نفسها مما اعتبرته تهمة واعتبرت أن ادّعاءات دعمها للمقاومة الفلسطينية هي محض افتراءات وتقف وراءها “دوافع سياسية”، نأت بنفسها عن ثمن ستدفعه في حال ثبوت تورطها في الحرب الدائرة في غزة، سواء من أمريكا والدول الداعمة لإسرائيل، أو حتى من إسرائيل نفسها.

 

 

تعويض خسائر القصف الإسرائيلي 

 

 

وبالعودة إلى إدخال الأسلحة إلى سوريا، فقد أكدت مصادر أورينت أن إيران أدخلت شحنة معدّات تتعلق بمنظومات الدفاع الجوي والرادار لميليشياتها بدير الزور، وذلك بعد تعرّض هذه المعدات التي كانت تعتمد عليها في رصد طائرات التحالف وإسرائيل في سماء دير الزور للتدمير خلال القصف الذي تعرضت له مواقعها في دير الزور (جبل هرابش – التنمية الريفية) ليلة الثاني من تشرين الأول الحالي.

وأكّدت المصادر أن اجتماعاً لقادة الصف الأول في المليشيات الإيرانية، عُقد في مدينة دير الزور، وَعَدَ خلاله قيادي في الحرس الثوري، بتعويض الخسائر اللوجستية خلال أيام وهذا ما حصل فعلاً بعد تهريب هذه الأسلحة ووصولها إلى مدينة دير الزور، ليعاد تأهيل منظمة الرادار والإشارة التي تخدم مليشيات إيران بالمحافظة.

 

وأوضحت أن عملية إدخال المعدات والأسلحة كان عبر نحو 30 شاحنة، كانت تدخل بشكل إفرادي خلال الأيام الخمسة الماضية كي لا تلفت الأنظار أو تُستهدف من قبل التحالف أو إسرائيل المنشغلة أصلاً بحربها في غزة، مؤكدة أن عدداً كبيراً من الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخائر اتجه إلى حمص ودمشق، بينما توقفت شاحنات المعدات اللوجستية بدير الزور.

 

 

اهتمام إيران بدير الزور

 

 

وتُعتبر دير الزور المركز الأهم بالنسبة للميليشيات الإيرانية إذ تُعد المنفذ البرّي الأكبر لدخول العناصر والعتاد الإيراني إلى سوريا عبر العراق، وقد أحكمت المليشيات الإيرانية قبضتها على مناطق سيطرة النظام في المحافظة الواقعة شرق سوريا، وذلك من خلال السيطرة العسكرية عبر بناء القواعد في بادية القورية والبوكمال، أو السيطرة الثقافية من خلال نشر المراكز الثقافية في المحافظة مدينة وريفاً لنشر الأفكار والمعتقدات الشيعية في صفوف الأهالي مستغلة الحاجة والفقر والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها السوريون عامة وأهالي دير الزور بشكل خاص.

 

إذاً لا يهم طهران سواء قُتل الفلسطينيون في غزة أو السوريون في الشمال المحرر، وكل ما يهمها أن تكون وميليشياتها بخير، وتزيد قوتها وتبسط سيطرتها على نقاط أكبر في سوريا تمكّنها من تنفيذ مخططاتها بجعل سوريا قاعدة عسكرية إيرانية، لا تستطيع روسيا رغم قوتها منافستها فيها.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى