
الأسد يعطشكم ويقتلنا
الحكاية باختصار في العاصمة دمشق تقول: “كما تزرع تحصد وكما تدين تدان”… عبارةٌ يرددها العامة بخوف من حيطانٍ تسجل وأعينٍ ترقب، ومعتقلٍ أصغر من دمشق يفتح ذراعيه.
تداول نشطاء ثوريون وسم يحمل عنوان: ((#الأسد_يعطشكم_ويقتلنا ))، تضامناً مع ثوار وأبناء وادي بردى التي تواجه أشرس حملة عليها في سبيل تهجير أبناءها واقتلاعهم من أرضهم على يد المحتل المجوسي الطائفي.
الهاشتاغ لاقى رواجاً كبيراً، وحمل رسالة من بردى إلى دمشق والعكس بالعكس، في صورةٍ تجدد تلاحم السوريين، وسط مطالباتٍ من النشطاء بمزيدٍ من تداول الهاشتاغ، باعتباره “أقل ما يمكن عمله لثوار وادي بردى ودمشق” كما يقول الناشط الإعلامي “أبو محمد الشامي” لـ”الأيام”.
ثلاثة عشر يوما وأهالي دمشق تقض مضاجعهم كوابيس البحث عن قطرة ماء … دمشق تشتكي… دمشق تبكي… هكذا يصف المغلوب على أمرهم حال العاصمة السورية… ولسان حالهم يدعو في السر لثوار الوادي، ويلعن الأسد وشبيحته سراً أيضاً.
يقول محمد 40 عاماً موظف حكومي: (( لم تعد تجد في الدوائر الرسمية موظفين أو مراجعين… الجميع يلهث خلف الصهاريج، منذ الصباح )).
يضيف محمد: (( يبدو أننا ما كنا نشعر بأبناء الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك الذي لا يبعد كثيراً عنا )).
الحال لا يختلف في الغوطة الشرقية وما يدفع للقول باستمرار الثورة رغم النكسات الكبيرة التي عانتها في الآونة الأخيرة إلا أن تلاحم المواطنين من أبناء الثورة وتعاطفهم فيما بينهم حرك المشاعر، وذكر بأول أيام سلمية الثورة.
تظاهرات هنا وهناك تضامناً مع وادي بردى الذي أنهك عصابات الأسد… وأخرى تناصر دمشق المحتلة.
بحسب مصادر خاصة لـ”الأيام” فقد خرجت في وسط دمشق تظاهرة صغيرة هتفت باسم الوادي وانفضت بسلام مساء أمس.
المصدر أكد أن المحاولة قد تتكرر وفق ترتيبات معينة تراعي سلامة النشطاء.
دمشق عطشى، وهي التي تغنى الشعراء بعذوبة مياهها… والعطش الدمشقي عمره خمسة عقود… عطشى للحرية والكرامة التي سلبهم إياه نظام المقبور “حافظ الأسد”.
يراهن البعض على تحركات الدمشقيين على أن الواقع يقول غير ذلك… وحتى نكون صادقين _وأتحدث هنا كناشطٍ_ شاهد وعرف حالة التوتر والهلع الأمني في العاصمة في مثل هذا الوقت، ويشهد على ذلك ارتفاع وتيرة الاعتقالات التي تطلب الشباب وتزايد الحواجز الطيارة، بأن أي حراكٍ سلمي سوف يواجه بعنفٍ شديد من “المحتل المجوسي” و”عناصر “حزب الله اللبناني” وغيرهم.
رسالةٌ تضامنية ودعوات لتداولها بقوة، تقول الرسالة بأن حال الثورة واحد، والهم واحد كما أن “العطش والموت واحد، والقاتل واحد”.
أسرة الأيام “تتضامن مع ثوار وادي بردى” كما تعلن تضامنها مع “دمشق المحتلة” وأبناءها الذين يعانون جور نظام الأسد وسياساته الإجرامية التي انعكست عليهم سلباً.
فرات الشامي | الايام | مصدر




