دكتوراه في الإعلام – فرنسا :

بالنتيجة، فقد تماهت المعارضة السورية مع روسيا والولايات المتحدة، ووافقت على الهدنة مع الأسد. ليس في المسألة جديداً، فلم نكن نتوقع من الهيئة العليا للمفاوضات المعينة روسياً وأمريكياً وسعودياً، أن تمثل الثورة السورية ولا الشعب السوري، ويكفينا أن نتذكر أن معاذ الخطيب قد قال يوماً ستشرق شمس دمشق من موسكو.
في موافقة هيئة المفاوضات على الهدنة مسائل:
أن الهيئة قد قدمت هدية للأسد، وأعطته الفرصة كي ينظم صفوفه، ويعيد انتشار قواته وتمركزها، ثم يتوجه إلى المدن السورية ببراميله، وطائفيته، وجرائمه. كما أعطت الفرصة للطائرات الروسية، لتدمر ما تبقى من الثوار وثورتهم. فقد وافقت جماعة “حجاب” العليا على أن تستمر العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وضد جبهة النصرة بما يعنيه، أن العدو الروسي سيواصل قصف المدنيين في كل مكان في سورية، وسيهاجم الجيش الحر والقوى الإسلامية، بهدف تدميرها، تدميراً كاملاً، ويبدو لنا أن المعارضة قد وافقت على كل هذا ودخلت في تحالف ما مع الأسد والقوى الدولية التي تريد القضاء على الثورة.
كان الأسد والروس يقاتلون على أكثر من جبهة في سورية، فالثوار في كل شبر من البلاد. اليوم سينفرد العدو بالشعب السوري وثورته، دون أن يتصدى لهم أحد، فالهيئة العليا قد وافقت على الهدنة. ليس فحسب، إذ ستقوم روسيا، والأسد وقوات سوريا الديمواقراطية، وحزب العمال الكردستاني، وميليشيا جيش الثوار، بتفتيت سورية، مدنها وقراها، دون رادع، بل بموافقة وصمت من المعارضة السياسية التي لن تتوانى عن طلب القصف الأمريكي للبنى التحتية السورية بحجة محاربة الإرهاب.11038872_830406307067899_7422913440993094805_n
وافقت الهيئة على هدنة بالشروط الدولية، بما يعني أن حجاب والخطيب والجربا، يعتبرون أن جبهة النصرة إرهابية، هذا يعني أن المقصود بوقف إطلاق النار القضاء التام على كل من يدافع عن الشعب السوري، وستوضع النصرة في مواجهة الثوار، بدل أن يتم دعمها لمحاربة الأسد وهي التي أبلت بلاء حسناً لا ينكره إلا علماني أحمق من معارف رندة قسيس وبسمة القضماني. وهكذا لن تجد الثورة من يدافع عنها اللهم إلا الشيخ المهندس معاذ الخطيب، ورياض حجاب، وأحمد الجربا.
لن يتوقف الأمر على الهدنة وصمت الهيئة العليا في الأيام القادمة على جرائم الأسد وتصفيه القوى الدولية للثورة، بل سيتعدى الأمر ذلك بأن تشارك قوات محسوبة على الثورة في الحرب على جبهة النصرة والقوى الإسلامية، بكل قوة دعماً للأسد وشبيحته.
وافقت الهيئة العليا للمفاوضات، على هدنة مع بشار لإرضاء القوى الدولية، والحفاظ على مناصبها الرخيصة، إلا أن الأسوأ، أن تصمت المعارضة السياسية عن نية روسيا والأسد في مواصلة القتال، وتدمير المدن. بالصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة، تحت ذريعة تطبيق القرارات الدولية في محاربة الإرهاب، وخير دليل ما نقلته وسائل إعلام فرنسية عن أن داريا مستثناة من الهدنة ففيها جبهة النصرة، وستصمت المعارضة التي لا حول ولها ولا قوة.
ليس فحسب، بل وافقت معارضتنا ذات الشرف المتهتك، على هدنة أحد أهدافها، أن يقوم نظام الأسد، بإجراء انتخابات مجلس الشعب، وتثبيت أركان حكمه، وضمن القانون الذي وافق عليه حجاب وعصابته.
ليس أمام الشعب السوري إلا الثورة، والاستمرار بها، والعمل على إسقاط جماعة شمس موسكو، وعدم السماح لقوات الأسد بالراحة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

*رئيس التحرير