بيان إلى الرأي العام .. ريزان حدو

أن يتم خطف مولودك الجديد من أمام أعينك ثم يقوم الخاطفون بتشويهه و تقطيع أوصاله .. هذا بالضبط شعورنا و نحن نتابع مؤتمر بيروت تحت مسمى الكتلة الوطنية الذي عقده لؤي حسين و صحبه .
نعم ففكرة و مشروع المؤتمر هي فكرتنا و مشروعنا ، علم بها تيار لؤي حسين عندما تواصلنا معهم لندعوهم لحضور المؤتمر الذي كنا نعتزم عقده في الفترة الواقعة بين أكتوبر – نوفمبر من العام المنصرم  في مناطق ريف حلب كموقف وطني و التأكيد على رفض مشاريع تقسيم البلاد و اقتطاع أراض سورية و احتلالها و تناغما” مع قناعتنا أن حلب و ريفها هي العقدة و هي الحل بذات الوقت ، و لكن اشتعال جبهات ريف حلب الشمالي و الشرقي و القصف التركي و صعوبة وصول المدعوين إلى المؤتمر عملنا على تأجيل المؤتمر و رفضنا فكرة نقله إلى مكان آخر .
طبعا” العديد من الشخصيات و الأحزاب في صورة التحضيرات لمشروعنا إضافة إلى العديد من المنظمات و المؤسسات الحقوقية المعنية بالسلم و حقوق الإنسان .
و في عودة لفكرة مشروعنا و التي انطلقت من عبارة لدي حلم …
ست سنوات تقريبا” ونحن لا نسمع في بلدنا الغالي صوتاً ينادي بالمحبة و التسامح ؟!
ست سنوات و الإعلاميون و الناشطون يتبارون لأخذ صور السيلفي مع جثث القتلى ؟!
ست سنوات  وعبارة ” تم الدعس” صارت لازمة عند نشر صور القتلى ؟!
ست سنوات وما زلنا كلما رأينا صورة أو مقطعاً لأشلاء أطفال نسأل عن هوية ومذهب وعرق أصحابها، لنقرر إن كنا سنبدي أسفنا وحزننا أم أننا سنعبر عن فرحنا ؟!
غير منتبهين إلى أن الطفولة تقتل في كل يوم، وأي مستقبل سيأتي بعد أن تقتل
الطفولة؟! هذه السنوات لم تكن كافية لنسمع من تكتل أو حزب أو شخصية سورية عبارة ” لدي حلم “. ما الذي حدث وكيف وصلنا
إلى ما وصلنا إليه؟
هل أسباب الأزمة السورية هي سياسية فقط أم إجتماعية ؟!
هل كنا حقا” قبل آذار 2011 نعيش بسلام و محبة كمواطنين و شركاء في هذا الوطن ؟!
هذه المقدمة هي الركيزة التي بدأ بها مشروعنا في توحيد جهود كل من يؤمن بوحدة سورية و بحقن الدماء و إعادة المهاجرين و النازحين عبر تفعيل العامل الذاتي طبعا” مع إدراكنا لحجم التدخل الخارجي .

لذا انطلق مشروعنا و الذي نزعم أنه حلم لكل السوريين و بدأت بالتواصل مع شخصيات وازنة انسانيا ووطنيا و شكلنا لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر و تكونت من ( أحمد بدر مقرش – أحمد الدرزي – ريزان حدو – علي كزو – عبد الساتر القيصل ) و بدأنا في اكتوبر بالتواصل مع شخصيات و أحزاب و حركات سورية دون الالتفات إلى الاصطفاف المذهبي أو العرقي أو حتى السياسي ، منطلقين من أن مشروعنا له هوية واحدة هي الهوية الوطنية السورية .
كنا نؤكد في تواصلنا على أننا بحاجة لشخصيات متعففة عن المكاسب المادية و المعنوية ( مناصب – سفر – حضور مؤتمرات كغاية و ليست وسيلة – بروظة إعلامية ) أي أن مشروعنا ليس دكانا” جديدا” يضاف إلى سلسلة الدكاكين الموجودة الممولة من هنا و هناك و لا تحمل أي مشروع وطني سوري بل مجرد رافعة ووسيلة لخدمة شخصيات أو أحزاب .
و بالتالي نحن خارج التصنيف معارضة و موالاة و الكتلة التي كانت ستنبثق عن المؤتمر ليست كتلة معارضة أو مولاة و بالتالي لا تطالب بحضور مباحثات جنيف كطرف في الصراع .
بل كان من المقرر أن يقتصر دورها على العمل على تقريب وجهات النظر و مد جسور التواصل و العمل على تفعيل المصالحات الشعبية و تخفيف الاحتقان الطائفي و العرقي و التواصل مع كافة الجهات كطرف ثالث للكشف  عن مصير المفقودين ،و العمل على إطلاق سراح المعتقلين .
كل هذه الخطوات تأتي في إطار العمل على بناء عقد اجتماعي جديد تكون ركيزته الأساسية المواطنة .
مع كل آسف قام تيار بناء الدولة باستغلال تأزم الأوضاع في ريف حلب الشمالي بسبب قصف الجيش التركي لريف حلب الشمالي و الشرقي المكان المقترح لعقد المؤتمر و اشتعال جبهة الباب و بالتالي تأجيل عقد المؤتمر ، ليأخذ فكرتنا و مشروعناو يعقد المؤتمر في بيروت بعد أن قام بتفريغه من محتواه الانساني الوطني الجامع عبر تجيير المؤتمر ليكون له هدف واحد تثقيل وزن لؤي حسين .
من يتاجر بمشروع إنساني وطني كيف سيأتمنه السوريون على الدفاع عن بلدهم و حقوقهم .
لو تحلى لؤي حسين بالوطنية المطلوبة لما أخذ مشروع هو ليس مشروعه بالأساس و ليس وليد بنات أفكاره إنما سمع بالمشروع عندما تواصلت اللجنة التحضيرية مع تياره من أجل دعوتهم  ،
من باب الوطنية و من باب أدب التعامل كان على لؤي حسين دعم مشروعنا لكي يبصر النور على أرض سورية و تحديدا في  في ريف حلب الشمالي و الشرقي كموقف وطني رافض لفكرة تقسيم سورية أو اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية و لكنه استغل الظروف التي تمر بها مناطق ريف حلب الشمالي و الشرقي و قام بأخذ مشروعنا بعد أن قام بتشويهه .
نحن أجلنا المؤتمر على أمل أن يتم عقده في محيط مدينة الباب و كنا نعمل على دعوة أكاديمين و شخصيات فاعلة ووازنة تكون منزهة عن الطمع المادي و المعنوي و لا تحمل طموحات لشغل مناصب أو حضور مؤتمرات و ليست من عشاق السفر و البروظة الاعلامية .
شخصيات تضع العمل على حقن دماء السوريين وتضع من أولى أولياتها و العمل على كشف مصير مفقودين و العمل على تبادل الأسرى و المعتقلين و  العمل على إعادة السوريين النازحين و المهاجرين  و ذلك عبر تفعيل المصالحات الشعبية بالتعاون مع المنظمات الأممية المعنية بملف المهاجرين و النازحين .
بينما مؤتمر بيروت كان همه الوحيد العمل على تكبير حجم لؤي حسين و بعض الشخصيات التي لا نعلم مدى ثقلها الحقيقي على الأرض .
باختصار مشروعنا هو يمثل ضمير ووجدان الشعب السوري و يعمل على النطق بلسان حال الأغلبية الصامتة التي تعاني و تعاني و لا تجد من يلتفت إليها و يتحدث بهمومها  و معاناتها .
مشروعنا كان عابرا” للطوائف و الأعراق و الاصطفافات السياسية و لا ندعي أننا معارضة أو مولاة فالاصطفاف و الانقسام أكثر ما يضر يضر بالهوية الوطنية السورية .
و لعل الإشارة إلى أسماء الشخصيات التي اعتمدناها كأيقونات لمشروعنا ( عبد العزيز الخير – محمد سعيد رمضان البوطي – رزان زيتونة –  نضال جنود – يحيى الشغري – غياث مطر – آرين ميركان  )
تفيد في معرفة حقيقة مشروعنا الذي سلبه و شوهه تيار لؤي حسين ،
و يبقى السؤال لمصلحة من .. يتم نسف و تشويه مشروع وطني انساني جامع بوصلته ( حقن الدماء ، وحدة البلاد ، إعادة المهاجرين و النازحين ) و تحويله إلى بوتوكس و سيليكون للتغطية على العيوب و تكبير الحجوم ؟!
هذه المعطيات نضعها للرأي العام و خاصة برسم من حضر و دعم و مول مؤتمر بيروت .

 

 
ريزان حدو عن اللجنة التحضيرية لمؤتمر نداء سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى