أثارت تصريحات وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أمس حول الإسلام السنّي جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي وردود فعل من قبل إعلاميين وحقوقيين عرب تجاهها، ولا سيما بعد اعتباره أن أبرز تهديد لبلاده وأوروبا هو “الإرهاب الإسلامي السنّي” على حد زعمه.

ونقلت “فرانس برس” عن الوزير الفرنسي قوله خلال زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة إنه “أتى ليذكّر أنه بالنسبة إلى الأوروبيين وفرنسا، الخطر الأول هو الإرهاب الإسلامي السنّي”، مضيفاً “أن التعاون لمكافحة الإرهاب بين أجهزة الاستخبارات هو ضروري للغاية”.

وتابع “جيرالد” المنحدر من أصول جزائرية، أنه يجب على الجميع ألا ينسى أن التهديد الأول في أوروبا هو “الإرهاب السنّي”، وأنه يشبه النضال الأمريكي للأزمات كالتفوق العرقي الأبيض وعمليات إطلاق النار الجماعية المتكررة والتآمر المستمر.

ولفت خلال حديثه إلى معاودة الخطر المرتبط بما سماه “الإرهاب الإسلامي” الذي يستهدف فرنسا وجيرانها الأوروبيين، معرباً في الوقت نفسه عن أسفه لرحيل الأمريكيين من أفغانستان وانسحاب بلاده من منطقة الساحل الإفريقية، زاعماً أنه ستتم إعادة تشكيل خلايا داعش في المشرق مجدداً.

وجاءت تصريحات الوزير العنصرية والطائفية خلال زيارة له إلى واشنطن ونيويورك بهدف تعزيز التعاون بين الشرطة والقضاء في فرنسا والولايات المتحدة، كما إنها سبقت استضافة باريس لأولمبياد 2024 الصيفي وكأس العالم للركبي وزيارة البابا فرنسيس إلى مدينة مرسيليا جنوب البلاد.

 

انتقادات وغضب

من ناحيتهم انتقد برلمانيون ودبلوماسيون وإعلاميون وحقوقيون عرب تلك التصريحات، معتبرين أن فرنسا وحكومتها لا يحق لهم التكلم عن الإرهاب بعدما فعلوه في الجزائر والقارة الإفريقية عموماً من احتلال ومجازر، فيقول البرلماني الكويتي السابق (د.عبدالرحمن الجيران): ” اقرأ تاريخ فرنسا مع الجزائر والقارة الإفريقية لتعلم يقيناً أين الإرهاب الحقيقي الذي عانت منه الإنسانية”.

 

وبالمثل أوضح الباحث العراقي “سالم الدليمي” أنه (بهذه العقلية يتعاملون معنا!، هذا ما يفسّر لنا سرّ إصرار فرنسا على احتضان الخميني وتوابعه، ومساعدة إيران في حروبها بالمنطقة منذ 1979 وليومنا هذا).

 


في حين بيّن الدبلوماسي الجزائري السابق “محمد العربي زيتوت” أن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان يعلن صراحة من هو العدو الأول لبلاده وأوروبا، ليست روسيا التي أشعلت الحرب بأوكرانيا والتي تطارد فرنسا في إفريقيا، وليست الصين التي تسعى لقلب التفوّق الغربي، وليس اليمين المتطرف الذي يُضعضِع السلام المجتمعي في الغرب، إنما ما سماه “الإرهاب السنّي”.

 

وتابع أن دارمانان المعروف بكراهيته الشديدة للإسلام والمسلمين، يريد أن يكمل حرب جدّه، التي يصفّق لها كل طغاة العرب وعلى رأسهم بشار الأسد، بينما أشار السياسي والناشط الحقوقي “عبد الناصر بن حماد العوذلي”  بأن هذا التصريح للوزير الفرنسي يشير إلى أنهم من يدعم الشيعة لإحلالهم في مناطق السنّة ودعمهم لقتل ملايين السنة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مؤكداً أن التشيّع صناعة أوروبية.

 

 

وأوضحت الناشطة العراقية (د. زينة) أن الأمور صارت على العلن، فجيرالد دارمانان وزير داخلية ماكرون يعلن الحرب على الإسلام السنّي، أما بقية المذاهب فلا يشكّلون تهديداً لهم!!.

 

 

اورينت