النساء أحرص على صحتهن من الرجال
تؤكد دراسة أردنية حديثة أجراها مجموعة من الأطباء أن النساء من مختلف الفئات العمرية يراجعن الأطباء والمستشفيات أكثر بمرتين من الرجال، مما يشير إلى متابعتهن لحالتهن الصحية باستمرار وأكثر من شراكائهن.
ويشرح استشاري أمراض القلب والشرايين الدكتور فخري العكور أهمية هذه الدراسة، كونها تتعلق بحيثيات اجتماعية ومالية كثيرة، لافتا الى انه سبق ان اجريت دراسات مماثلة في هذا الشأن أكدت ان الرجل أضعف من النساء في متابعة حالته الطبية وان النساء يقمن بمراجعة العيادات الخارجية وأطباء الإختصاص في مختلف الإختصاصات الطبية لتشخيص الحالات المرضية أكثر بمرتين من الرجال بحسب السجلات المعتمدة للادخالات الطبية للمرضى والملاحظة الشخصية لعيادة القلب في مستشفى البشير الحكومي في عمان.
ويرجع الدكتور العكور أسباب النتائج التي تمخضت عنها الدراسة وعزوف الرجال عن مراجعة الأطباء نتيجة لـ”عقدة الذكورة” التي يعاني منها العديد منهم، حيث يعتقد بعض الرجال أن إصابتهم بالمرض يعتبر انتقاصاً من رجولتهم ، وتحد من سيطرتهم في مجتمعهم، بالإضافة إلى انشغال الرجل في عمله وسعيه الدائم لتأمين المتطلبات المعيشية لأسرته، الأمر الذي يحول دون مراجعته للأطباء وبالتالي استفحال المرض في جسده، وفقا لتقرير لوكالة الانباء الاردنية (بترا).
ويرى استشاري أمراض القلب أن هناك أسبابا أخرى تتعلق بعدم وجود القدرة المالية للعلاج عند البعض نظراً لارتفاع الكلف الطبية وبخاصة في القطاع الخاص، وعدم ووجود الثقة بين الطبيب والمواطن والتي تؤثر سلباً على موضوع التشخيص المبكر.
وتجد الدراسة أن النساء أكثر جرأة من الرجال في مراجعة الأطباء وتحمل آلام التداخلات الجراحية سواء كانت صغرى أو كبرى لعدة أسباب منها؛ طبيعة المرأة التي تتحمل آلام الولادة الصعبة على حد قول الدكتور العكور، ووجود متسع من الوقت لدى أغلب النساء وبخاصة غير العاملات، وبالتالي سهولة مراجعة الأطباء وتلقي العلاج، إضافة إلى عدم اهتمام المرأة بالأمور المالية بشكل مباشر، نظراً لاعتمادها على معيل يقوم بتلبية المتطلبات المعيشية والإقتصادية للأسرة.
ويأمل الدكتور العكور أن يسارع الرجال إلى مراجعة الاطباء أسوة بالنساء عند ظهور اية اعراض مرضية لتفادي تحول المرض وتعقيداته العلاجية، ودعا العكور الرجال إلى اجراء فحوصات دورية للقلب والبروستات بالتحديد لارتفاع معدلات الإصابة بأمراضهما عالميا ومحليا.
دوريات طبية