ابن رفيق سبيعي: والدي حرمني وأخي من الميراث لمعارضتنا عصابة بشار الأسد
بصوت متأثر وواثق يرسم السينمائي السوري بشار السبيعي نجل الفنان المعروف الراحل رفيق سبيعي كيف أن آلة النظام السوري غاصت لتطعن عميق العلاقات في الأسرة الواحدة، تماما كما حبكة السينما. فنان بتاريخ ونجومية شخصية “أبو صياح” الراسخة في ذاكرة السوريين كان يقف داعما لنظام الأسد، بينما نجله الأكبر المخرج بشار السبيعي يختار بكامل وعيه وإرادته مناصرة الثورة في بلاده لأن دماء الضحايا لم تترك لأحد خيارا، كما يقول السبيعي في حديثه لـ “القدس العربي”,
كتب المخرج بشار السبيعي على حسابه الشخصي في “فيسبوك”: “علمت منذ يومين فقط أنه حرمني أنا وأخي المرحوم عامر من الميراث، لأننا خرجنا عن طوعه ورحلنا عن دمشق رافضين الظلم ولننشد نصرة المظلوم بالكلمة والقلم والتعبير الحرّ. أصبح ثمن الكلمة الحرة غاليا جداً عندنا معنوياً ومادياً، ولكنني لن أتخلى عن حقي في قولها ولو كلفتني حياتي. سامحك الله يا أبي”
بشار السبيعي الابن عاد بذاكرته لبداية الخلاف بينه وبين والده الممثل الكبير والمنولجست المعروف رفيق السبيعي (فبراير/شباط 1930 ـ يناير/كانون الثاني 2017)، يقول بشار إنه وفي آخر مكالمة بينه وبين والده سعى لتوضيــــح التباين بين الموقفين، ولكن على أرضية ما بينهما من دم وحب، قال لأبيه “أبي أنا قد تركت سوريا حتى لا أحــــرجــــك بموقفي وأنت تقف بجانب النظام، وأيضا لم أرغب في أن أحرج نفسي وأنا اخـــترت دعم الثورة، لذلك خرجت ” وعجزت دقائق المكالمة الأخيرة بين الابن والوالد في العام 2012 من أن تقرب بين الموقفين المتباعدين.
أب صيته يملأ سوريا فنا ونجومية ويدعم بقاء “بشار الأسد” على الخشبة بينما نجله كان قد رسم السيناريو الخاص به كغالبية جيل الثورة نحو بلاد حرة بلا ظلم أو قتل. ومنذ ذلك التاريخ انقطع التواصل بينهما حتى رحيل الممثل الكبير رفيق السبيعي قبل أشهر. غير أن القصة عادت مرة أخرى وبشار الابن يعلم وبالصدفة عن طريق صديق له أن والده حرمه هو وشقيقه عامر الذي “توفي مؤخرا في القاهرة” من الميراث بسبب موقفهما المناهض للنظام. تلك الصدفة دفعت الابن ليعيد النظر في بطش نظام الأسد ولكن من زاوية جديدة أشد بؤسا.
قال لـ “القدس العربي” أنظر “كيف انتزع هذا النظام منا حتى دفء علاقاتنا الأسرية، هو يقتل كل شيء ولكن سنبقى نحلم بسوريا حرة، وموقفي من الظلم لن يتغير مهما كان الجرح المعنوي الذي سببته وصية والدي عميقا، فهي تدلل على أن منظومة الأسد البوليسية بشعة وكيف أنها مزقت مجتمعنا ” ويكمل: “لست ناقما على أبي بالمرة فهو أبي، ولكني لن أغفر للنظام”.
وبصوت محتشد بذكرى والده، وأصوات ضحايا الأسد يضع بشار السبيعي سماعة الهاتف وهو يردد “لست نادما على موقفي الذي اخترته أن اضحي بكل شيء في سبيل أن أجد حريتي كمواطن”.
القدس العربي