
أکثر من إعتراف … سعاد عزيز
بعد ثلاثة عشر يوم من صمت مطبق مثير و ملفت للنظر من جانب المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه الانتفاضة الايرانية التي أرعبت النظام کله و جعلته في حالة إستنفار، خرج المرشد الاعلى من صمته ليفاجأ العالم بتصريح أکد و أثبت الکثير من الامور و المسائل التي کانت تثار قبل و أثناء الانتفاضة.
قادة و مسؤولو نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، کانوا على الدوام يسعون في مواقفهم و تصريحاتهم تحاشي و تجنب ذکر منظمة مجاهدي خلق والاشارة إليها، خصوصا بعد أن باتت الکثير من التظاهرات الاحتجاجية التي کانت تحدث خلال عام ٢٠١٧، وخصوصا في الاشهر الاخيرة منها ترافقها شعارات ذات طابع سياسي يتعرض للنظام وخلال تلك الفترة تحديدا أکدت الکثير من التقارير الصحفية حن تزايد نشاط الشبکات الداخلية لمنظمة مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران، ومع إن حملات الاعتقال و المطاردة لمعارضي النظام قد تضاعفت لکنها مع ذلك لم تتمکن من النيل من نشاط و قدرة هذه الشبکات.
في الاحوال السابقة کان هناك مسؤولون إيرانيون يتناولون دور و نشاطات منظمة مجاهدي خلق بمنتهى الحذر و بإختصار ملفت للنظر، لکن المرشد الاعلى للنظام قد کسر هذه القاحدة حندما أدلى بتصريحاته الاخيرة التي لفت الانظار فيها الى قوة دور و عضور منظمة مجاهدي خلق في داخل إيران وبشکل خاص في الانتفاضة الاخيرة عندما قال بهذا الصدد:” لقد كانوا جاهزين منذ أشهر، ووسائل إعلام المنافقين اعترفت خلال هذه الأيام أنهم على تواصل مع الأميركيين. لقد كانوا يعدون العدة لهذه القضية ويخططون لرؤية هذا وذاك، وعثروا على أشخاص في الداخل ليساعدوهم على تأليب الناس وتحريضهم لاستخدام شعار ‘كلا للغلاء’ وهو شعار يرحب به الجميع لجذب عدد من الأشخاص، ثم ليدخلوا الميدان بأهدافهم المشؤومة ويقودون حراك بعدها”، وعند التدقيق بتأن و روية في هذا التصريح، يتبين بأن خامنئي يعترف بشکل صريح و من دون أي لف أو دوران کما دأب النظام طوال ال٣٨ حاما الماضية بتصاعد دور المنظمة و تمکنها من أن يکون لها دور في ١٣٩ مدينة إيرانية وأن يديروا و ەوجهوا إنتفاضة جماهيرية عارمة طوال أسبوعين، وهذا يعني بأن هذا النظام و على لسان أعلى مسؤول فيه صار يعترف بدور و حضور و تأثير منظمة مجاهدي خلق ومن إنها لازالت تشکل الخطر و التهديد الاکبر الذي يحدق بالنظام.
ليس هذا التصريح من جانب المرشد الاعلى للنظام مجرد إعتراف عادي يمکن أن يمر مرور الکرام، بل إنه أکثر من إعتراف خصوصا وإنه أکد حقيقة مهمة طاول سعى للتهرب منها وهي دور و مکانة منظمة مجاهدي خلق في داخل إيران.



