مخنثون في كأس العالم .. د. عوض السليمان

 

بصعوبة بالغة فهمنا من بعض لاعبي المنتخبات العربية الذاهبة لبوتين مسألتين مهمتين، الأولى أن أولئك اللاعبين لن يقبلوا الذهاب إلى تل أبيب قولاً واحداً فيما لو كان كأس العالم هناك، والثانية أن نجوم كرة القدم هؤلاء يشعرون بالحزن لما تعرض له الشعب السوري من إجرام على يد قتلته.

مع ذلك فقد ذهب “المهزومون” ركضاً إلى روسيا “ليدافعوا عن علم بلادهم ونشيدهم الوطني” كما قالوا.

إنه لمن قمة النفاق، أن يقوم بعض اللاعبين باستعراضات تافهة من حمل العلم الفلسطيني، والدعوة إلى مقاطعة المنتجات الصهيونية الأمريكية، ثم يقبلون اللعب على الأراضي الروسية بإشراف بوتين وهو أكبر مجرم عرفته البشرية، ويساهمون في ستة مليارات سيربحها العدو الروسي من هذه “البطولة”.

إنني على قناعة مطلقة أن كل لاعب عربي مسلم ذهب إلى روسيا وكل مشجع رافقه، أساء إلى دينه وعروبته بل ورجولته أيضاً.

كيف ينسى المسلمون إذاً، من قتلته آلة الاجرام الروسية وما دمرته على الأراضي السورية، هل تناسوا تدمير حلب عاصمة التاريخ، أو تهديم حمص ابن الوليد، أم تناسوا ما فعله بوتين الغادر بدمشق عاصمة الأمويين، مقر معاوية وعبد الملك.

 أ لم يستح هؤلاء من مئات الآلاف الذين قتلتهم روسيا في سورية، وعشرات الآلاف من الأطفال، وآلاف المدارس والمشافي التي قصفت عمداً، ثم يحدثونك عن ضرورة تشجيع الفرق العربية.

وإنه لمن قمة الدجل أن يحمل بعض اللاعبين المصحف متوجهين به إلى المباريات، فلو كان لديهم بقية قليلة من ضمير لما ذهبوا إلى روسيا التي قتلت أبنائهم وإخوتهم في سورية.

قبل انطلاق المباريات بأيام، اشتعلت حرب فتاوى بين بعض وسائل الإعلام، حول مسألة الصيام للفرق المسلمة المشاركة تحت أقدام بوتين، وقال بعضهم إنه لا يحق للمنتخب السعودي مثلاً الإفطار أيام رمضان، وقال الآخرون بل هذا حقهم فهم على سفر. إلا أن المختلفين لم يتكلموا ألبتة عن جواز سفر الفرق المسلمة إلى روسيا وهي في حالة حرب إجرامية على الشعب السوري الأعزل وعلى المدنيين في طول البلاد وعرضها. وقد تمنيت أن أسمع رأي “العلماء” في هذه المسألة، ولكن…

أتخيل على الدوام مناظر الأطفال السوريين الذين قطعت طائرات السوخوي أطرافهم، وهم ينظرون إلى إخوانهم من العرب وهم يلعبون كرة القدم في سوتشي، بينا لا يستطيع هؤلاء استخدام أرجلهم التي دفنها العدو الروسي بقذائفه وأسلحته الثقيلة.

لم يخطر في بال النسور والصقور والأسود والثعالب تلك الدماء الزكية التي ملأت أزقة الشام، وهم يلعبون كرة القدم تحت ظلال بوتين.

المشكلة كيف أشرح هذا لفرق يحكمها مخنثون: ابن سلمان والسيسي ومحمد السادس والسبسي. نسأل الله العفو والعافية.

>

>

>

>

>

>

>

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى