مقترحات ألمانية لوقف تهريب اللاجئين في ظروف غير إنسانية عبر الحدود
تشهد الحدود الألمانية في الآونة الأخيرة أحداثا متسارعة، منها مطاردات مهربين، والقبض على المهاجرين المتوافدين بأعداد كبيرة عبر طرق الهجرة غير القانونية. ويتعرض المهاجرون لمعاملة سيئة ويتم إيصالهم إلى البلد في شاحنات صغيرة وظروف غير إنسانية. فكيف تواجه السلطات الألمانية هذه المستجدات؟
على الحدود البافارية، اكتشفت الشرطة الألمانية مؤخراً وجود 43 مهاجرا تم تهريبهم في شاحنة بيضاء صغيرة الحجم، وذلك حين تفتيش قام به ضباط الشرطة البافارية يوم الثلاثاء( 26 سبتمبر/أيلول) حوالي الساعة 12:20 ظهرًا على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع النمسا، حسب تقرير لصحيفة بيلد الألمانية.
وأضاف التقرير أن المهرب المشتبه به الذي كان يتواجد أيضا في السيارة، قد استطاع الهرب من قبضة عناصر الأمن. وبحسب المتحدث باسم الشرطة، فإنه يجري البحث عنه باستخدام طائرة هليكوبتر وكلاب الشرطة. بينما تم نقل المهاجرين الرجال والنساء والأطفال إلى مركز الشرطة الفيدرالية في باساو للتأكد من هوياتهم.
وقد أفاد مركز الشرطة الفيدرالية المجاور في فريلاسينج، بافاريا العليا، أن الضباط سجلوا 101 دخول غير قانوني يوم الاثنين، كما تم اكتشاف شاحنة صغيرة تقل 17 شخصًا في بورغهاوزن صباح اليوم نفسه.
نقابة الشرطة تستغيث بالسياسيين!
نقابة الشرطة الألمانية، قررت توجيه نداء عاجلا للسياسيين الألمان، نشرته على شكل بلاغ ورد فيه أن “الشرطة الفيدرالية، والزملاء على الحدود، لا يمكنهم وقف تدفق المهاجرين”. ويضيف البلاغ أن “هناك نقصا في الموارد والميزانية المخصصة لنقاط المراقبة الإضافية، مما يجعل ظروف العمل غير معقولة في بعض الأحيان”. وأوضحت نقابة الشرطة، أن السياسيين الألمان لم يتمكنوا من السيطرة على الهجرة منذ عام 2015″.
بعد ضغوط من مختلف الجهات، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر عن استعدادات لنشر نقاط ثابثة للمراقبة على الحدود.
وقالت فيزر في تصريحات لمحطة “دويتشلاند فونك” الألمانية الإذاعية صباح يوم الثلاثاء (26 سبتمبر/أيلول) الماضي “نجهز لأول مرة نقاط ثابتة لمراقبة الحدود. الأمر يتعلق برقابة إضافية… وعلينا أن نرى ما الذي سينتج عن ذلك”.
فيزر تنادي بحل أوروبي للحدود الخارجية للاتحاد!
وذكرت الوزيرة أن التدابير تكون أكثر فعالية عند التعاون الوثيق مع البلدان المجاورة، مضيفة أنه بعد أن أعربت التشيك بالفعل عن رغبتها بتشديد الرقابة الحدودية بالتعاون مع الشرطة الاتحادية الألمانية، فإنه من المخطط أن يحدث الشيء نفسه أيضا مع بولندا.
لكن أوضحت فيزر أن نقاط الرقابة الثابتة على الحدود مع الدول المجاورة وحدها ليست كافية، وقالت “الحلول الأوروبية ستكون فعالة أكثر وستخفف الأعباء”، موضحة أن الحلول المنتظرة تحديدا هي فرض رقابة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وليس على الحدود الداخلية.
وتوجد حاليا نقاط رقابة حدودية ثابتة مؤقتة في ولاية بافاريا على الحدود مع النمسا منذ خريف عام 2015، وذلك بناء على طلب من وزارة الداخلية الألمانية للمفوضية الأوروبية، ويُجرى تمديدها مع تجديد الطلب الذي يتعين تقديمه قبل شهر من انتهاء مدة فرض الرقابة.
رفض قاطع لحل الحد الأقصى السنوي للاجئين!
في مقابل قرار تشديد المراقبة على الحدود الداخلية، رفضت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر اقتراح رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري ماركوس زودر بوضع حد أقصى سنوي لاستقبال اللاجئين في ألمانيا. وقالت فيزر مساء الأحد الماضي في تصريحات لقناة “إيه آر دي” الألمانية إن القانون الدولي يعارض ذلك، مشيرة إلى اتفاقية جنيف للاجئين.
وكان زودر، الذي يشغل أيضا منصب رئيس حكومة ولاية بافاريا، اقترح وضع ما يسمى بـ “حدود الاندماج”، والذي ينص على قبول حوالي 200 ألف شخص من اللاجئين. وأكد زودر في تصريحات لـ”إيه آر دي” مجددا أن عدد 200 ألف لاجئ بمثابة حل يمكن أن ينجح عملية الاندماج في بلدنا”.
م.ب / د ب أ، بيلد