الإعلام السوري الرسمي يتبنى «البراميل المتفجرة» بعد أن أنكرها رأس النظام

من أكثر الفيديوهات المتداولة أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي واحد يظهر فيها الكاتب والمحلل السياسي ميخائيل عوض على الشاشة التلفزيونية السورية الرسمية ليوجه شكره إلى «المخابرات الجوية»، الجهاز الأمني الأكثر دموية في سوريا، ويشكر خصوصاً رئيس هذا الجهاز على اختراعه البراميل المتفجرة، تلك التي يدينها العالم بأجمعه، كما ينكر النظام نفسه استخدامها.31qpt967.5
وقال عوض لبرنامج «كلام سياسي»: «الشكر لـ «المخابرات الجوية»على ما صنعوه، ومديرها اللواء جميل حسن. صنعوا برميلاً كلفته مئة إلى مئة وخمسين دولاراً، بينما فعاليته أكبر من فعالية الصاروخ المجنح الذي يكلف خمسمئة ألف دولار».
ويأتي اعتراف «الفضائية السورية» الرسمية بعد أن كان رئيس النظام السوري بشار الأسد نفى استعمال البراميل في مقابلة أجرتها قناة «بي بي سي» في شباط من العام 2015، وقد رد بسخرية على كلام محاوره جيرمي بوين قائلاً «ليس لدينا براميل. مرة أخرى يبدو الأمر كما لو كنت تتحدث عن أواني الطبخ المنزلية. نحن لا نستخدم تلك الأدوات، لدينا، كما لدى أي جيش نظامي، قنابل وصواريخ ورصاص الخ».
وحسب تقرير لـ»الشبكة السورية لحقوق الإنسان» صدر أواخر العام الماضي، فإن البراميل المتفجرة سلاح عشوائي، يزن البرميل الواحد منها حوالى نصف طن، وغالبية ضحاياها من المدنيين. وقد بدأ النظام باستخدامها منذ تشرين أول عام 2012.
وتؤكد إحصاءات أن الطيران المروحي التابع لقوات النظام السوري «قام بإلقاء ما لا يقل عن 17 ألف و 318 برميلاً متفجراً خلال 2015، متسببةً بمقتل 2032 شخصاً، بينهم 499 طفلاً و338 سيدة».
وحسب عدد من استطلاعات الرأي فإن البراميل المتفجرة هي السبب الرئيسي لمغادرة السوريين بيوتهم وأراضيهم إلى خارج البلاد.
يذكر أن الكاتب ميخائيل عوض، وهو من أبرز المحللين السياسيين المدافعين عن النظام، هو سوري الأصل يتحدر من منطقة جبل الشيخ، حصل على الجنسية اللبنانية في الثمانينيات من القرن الماضي، وكان ملاحقاً من النظام السوري إثر عمله في «اتحاد الشغيلة»، الفرع السوري لـ»رابطة الشغيلة» في سوريا، ليهرب إلى لبنان في العام 1978، ثم أصبح عضو قيادة مركزية في «رابطة الشغيلة» التي بدأت تحالفها مع النظام السوري بعيد الاجتياح الإسرائيلي للبنان العام 1982.

https://www.youtube.com/watch?v=14HqNq7DVk4

 

راشد عيسى | القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى