مسؤول لبناني يكشف تفاصيل عمليات خطف السوريين على الحدود
بعد التقارير الإعلامية والحقوقية التي وثقت ارتفاع نسبة اختطاف السوريين على الحدود اللبنانية وابتزازهم مقابل فدية مالية من قبل عصابات تابعة لميليشيا الفرقة الرابعة وميليشيا حزب الله، كشف مسؤول أمني لبناني تفاصيل تلك العمليات المشبوهة.
وفي تصريح لموقع “سبوتنيك” الروسية ذكر العميد (جوزف مسلّم) مسؤول العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي اللبناني، أن الخاطفين يشكلون عصابات منظمة وخطرة للغاية ويقومون بالتخطيط لعملياتهم بأسلوب حديث، حيث يوهمون النازحين السوريين بالسفر إلى أوروبا ثم يقومون بعمليات الخطف.
وأشار “مسلّم” إلى أن الخاطفين يقومون بالترويج لعملياتهم المشبوهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يدّعون أنهم مكتب سفر يؤمّن رحلات لأوروبا وأمريكا الشمالية بطرق شرعية أو حتى غير شرعية، وذلك مقابل مبلغ مالي معيّن.
وتابع أن أفراد العصابة يضعون نقاط التقاء معروفة وآمنة لنقلهم عبر منطقة الهرمل إلى الداخل السوري، مضيفاً أنه هناك ينقطع الاتصال بين المخطوفين وأهلهم ومن ثم تبدأ عملية إرسال صور تعذيب مهينة للأهل بهدف الضغط عليهم والإسراع بدفع الفدية.
وبيّن المسؤول بقوى الأمن الداخلي اللبناني، أنه بالإضافة إلى الاختطاف هناك أيضاً عمليات الابتزاز الجنسي، وعادة ما تحدث تلك الجريمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً أن هذه العمليات تراجعت في الفترة السابقة لكنها عادت الآن بشكل كبير وارتفعت نسبتها في لبنان.
وأوضح “مسلّم” أن السلطات اللبنانية قامت بتوقيف أكثر من عصابة للخطف من خلال المتابعة التقنية وبالتنسيق مع كافة الأطراف الأمنية، (لكنه لم يذكر هوية الخاطفين أو من يقف ورائهم)، محذراً في الوقت نفسه من المناورات الاحتيالية التي تعتمدها تلك العصابات، وداعياً كل المتضررين لتقديم شكوى.
وأمس نشرت قوى الأمن اللبناني بياناً حذّرت فيه النازحين السوريّين، من عصابات تستخدم حسابات وهميّة عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وتستدرجهم من خلالها إلى الحدود، وتخطفهم، وتعذّبهم، وتطالب بفدية مالية لقاء تركهم.
تقارير سابقة
وكان تقرير سابق صادر عن مركز وصول لحقوق الإنسان (ACHR) سلط الضوء على انتشار ظاهرة جرائم الاختطاف وتجارة البشر بحق اللاجئين السوريين المرحلين قسراً من لبنان، بالتزامن مع تعرض الضحايا لأعمال تعذيب وإساءة معاملة خلال احتجازهم وحرمانهم من حريتهم.
ووثق المركز ارتفاع نسبة الاختطاف مقابل فدية مالية في عام 2022 إلى 300% فضلاً عن تسجيل 44 جريمة اختطاف مقابل فدية مالية منذ بداية عام 2022 حتى أيلول/ سبتمبر من العام نفسه.
وسجل المركز ما لا يقل عن 82 حالة من اللاجئين المرحلين الذين سلمتهم ميليشيا “الفرقة الرابعة” إلى مهربي البشر عبر الحدود، خلال نيسان/أبريل الماضي، بهدف ابتزازهم، وترك بعضهم الآخر ضمن الحدود السورية، وذلك من إجمالي عدد المرحلين البالغ عددهم 365 شخصاً.
تقرير إندبندنت
كما كشف تقرير لموقع “إندبندنت عربي” أن الأجهزة الأمنية لميليشيا أسد هي من ترعى تهريب السوريين إلى لبنان وتقوم بنقل البضائع والأسلحة إليه بطريقة غير شرعية، وفق ما كشفه فوج “القوة المشتركة” المؤلف من عناصر وضباط من الجيش والأمن العام والجمارك.
وبيّن الموقع أن غالبية المهربين هم من السوريين، كما إن طول مساحة الحدود والبالغة نحو (375 كيلومتراً) وتداخلها في كثير من المواقع، يشكل عائقاً أمام السيطرة على عمليات التهريب، في حين أن ميليشيا حزب الله تملك عشرات المعابر للانتقال إلى الداخل السوري والتبديل العسكري الذي يحصل بشكل يومي أو أسبوعي.
وأشار إلى أن العشائر والعائلات القريبة من ميليشيا الحزب باتت تستغل هذا الواقع العسكري لتقوم بفتح عشرات المعابر وتطلق عليها أسماءها مثل معابر “ناصر الدين” و”جعفر” و”زعيتر” نسبة إلى تلك العائلات (المشهورة بالتهريب وتجارة المخدرات).