دراسة: معدلات الاكتئاب ارتفعت بين اللاجئين السوريين بعد وصولهم إلى كندا
أظهرت دراسة أجرتها جمعية خدمات الهجرة في مقاطعة بريتش كولومبيا بكندا أن حالات الاكتئاب والمشاكل الصحية العقلية قد زادت بين اللاجئين السوريين بعد وصولهم إلى كندا.
واعتمدت الدراسة على مقابلات أُجريت مع 1665 سورياً أعيد توطينهم بين عامي 2017 و2020. كان البحث، الذي أُجري بالتعاون مع جامعة يورك وموّل من قبل معاهد البحوث الصحية الكندية، يهدف إلى فهم كيف عاش اللاجئون السوريون حياتهم في كندا في السنوات الأولى بعد وصولهم.
ومن الأسباب الرئيسية للدراسة أيضاً هو فهم كيف تغيرت رفاهيتهم البدنية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية مع مرور الوقت.
وأوضحت جينيفر هيندمان، إحدى الباحثات في هذه الدراسة التي استمرت لمدة أربع سنوات، أن ظروف الاستقبال في كندا تسبب الاكتئاب والحزن للقادمين الجدد، وليس بالضرورة الظروف قبل الوصول.
وقالت: “لم يكن فريقنا البحثي يسعى إلى فحص الصحة العقلية والاكتئاب فقط، ولكن في الواقع كانت الرفاهية والاندماج في المجتمع الكندي هما المحوران الرئيسيان”.
ووفقًا للباحثين، زادت معدلات الأعراض على مستوى الاكتئاب السريري كلما قضى اللاجئون المستقرون وقتاً أطول في كندا، مما أكد أهمية العوامل ما بعد التهجير في تشكيل رفاهية اللاجئين على المدى الطويل.
وكشفت الدراسة أن اللاجئين السوريين يعانون من مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق الصحي مقارنة بالسكان الكنديين العامين، بالإضافة إلى احتياجات صحية غير ملباة.
واستقبلت كندا أكثر من 47 ألف لاجئ سوري في عملية بين 2015 و2017، إذ تلقت أونتاريو وكيبيك وبريتش كولومبيا أعلى أعداد اللاجئين المستقرين.
وأظهرت الأبحاث أن اللاجئين السوريين الفارين من الحرب والاضطهاد قد تعرضوا لتجارب مؤلمة أثرت على صحتهم ورفاهيتهم، وربما ساهمت في ارتفاع معدلات الاكتئاب.
وقد شاركت جودي خليل، لاجئة سورية تبلغ من العمر 25 عاماً، في الدراسة وصرحت قائلة: “عند وصولي إلى كندا كمهاجر، واجهت تحديات كثيرة، بما في ذلك الحنين إلى الوطن، والتكيف الثقافي، والمهمة الصعبة لبناء حياة جديدة. كانت المرحلة الأولى مليئة بفترات الوحدة والحنين”.
وأضافت خليل أنها تشعر بعدم انتماء إلى أي مكان وفقدان هوية “بسبب كونها كردية سورية وكونها لاجئة عاشت في تركيا لثلاث سنوات قبل القدوم إلى كندا”.
وأشارت إلى أنها شاركت في الاستطلاع لمشاركة رحلتها وكيف تعاملت مع الاكتئاب. وبعد استقرارها، قدمت خليل دعماً لغيرها من اللاجئين، وأصبحت طياراً فيما بعد.
وبحسب الدراسة، شعر العديد من اللاجئين السوريين بالاكتئاب بسبب عدم قدرتهم على تطبيق تجاربهم والاستفادة من شهاداتهم السابقة في كندا.
وقالت إحدى اللاجئات المشاركات: “لقد درست علم النفس والمحاسبة، كنت أدرس في سوريا وكنت رئيسة قسم في لبنان. ولكن هذا لا يعني شيئاً هنا. يجب علي أن أدرس تخصصاً آخر للعمل. سيستغرق مني 15 عاماً لإكمال دراسة التخصص في علاج النفس”.