
السلطات الفرنسية تتهم رجلا سورياً بقيادة قارب مهاجرين والتسبب بمقتل مهاجر
بعد يومين على حادثة انقلاب قارب مهاجرين في المانش، والتي راح ضحيتها مهاجر واحد على الأقل، اعتقلت السلطات رجلا سوريا اتهم بقيادة القارب، بينما لا تزال عمليات البحث جارية عن شخص آخر متورط في الحادث.
احتجزت السلطات الفرنسية رجلاً يحمل الجنسية السورية، أمس الأحد 18 كانون الأول/ديسمبر، في إطار التحقيق في غرق قارب مهاجرين في بحر المانش، يوم الجمعة الماضي، والذي أودى بحياة مهاجر.
وقال المدعي العام في “سان أومير”، مهدي بن بوزيد، إن هذا الرجل الذي يبلغ 31 عاماً، متهم بالقتل غير العمد والتسبب بالإصابات غير المتعمدة، وتعمد تعريض حياة الناس للخطر، والمساعدة على دخول الحدود والإقامة غير القانونيين.
وشرح المدعي العام أن المتهم مشتبه في أنه قاد القارب الذي كان يقل نحو 60 مهاجرا، من بينهم أطفال، لكنه نفى هذه الشبهة، ولا يزال البحث جاريا عن الشخص الثاني المشتبه في قيادته للقارب.
وبعد أن غادر القارب “أوي بلاج” شمال فرنسا، ليل الخميس إلى الجمعة، انقلب قبالة ساحل “غرافلين”، ما أسفر عن وفاة رجل وفقدان اثنين آخرين.
وشرحت المحافظة البحرية للمانش وبحر الشمال، إن دورياتها أنقذت 110 مهاجرين في المانش خلال الليلة ذاتها، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى المملكة المتحدة على متن قوارب متهالكة.
وفاة مهاجر في حادثة منفصلة
وقال مكتب المدعي العام في “بولوني سور مير” أمس الأحد، إنه وفي إطار التحقيق في مقتل مهاجر آخر قبالة شاطئ سانغا (شمال)، يوم الجمعة الماضي، احتجزت السلطات رجلا عراقيا يبلغ من العمر 33 عاما، وتم تمديد فترة احتجازه لدى الشرطة إلى 96 ساعة، وهي المدة المسموح بها في حالة الاشتباه في جريمة منظمة.
وشرحت النيابة أن قارب المهاجرين غادر محملا بحوالي 70 شخصا، في حين بقي “حوالي 40 مهاجرا آخرين على الشاطئ، حيث كانوا يخططون للصعود على القارب أيضاً”. لكن سرعان ما عاد القارب “على إثر عطل في المحرك”.
وبحسب النيابة العامة، فإن الشرطة كانت موجودة على الشاطئ وأرادت التدخل، مشيرة إلى الشبهات بوجود صلة بين المتهم وعملية العبور، لاسيما وأنه “كان يحرض المهاجرين على مهاجمة الشرطة عند عودة القارب إلى الشاطئ”.
ولا يزال يتعين تحديد سبب وفاة الضحية، حيث لم يتم تشريح جثته حتى يوم الأحد.
#operations de sauvetage toujours en cours dans le pas-de-Calais. Coordination @CROSSGrisNez
Plus de 110 personnes secourues en mer depuis la nuit dernière, un décès à déplorer ce matin au large de Grand Fort Philippe. Informations actualisées dès que possible. pic.twitter.com/YTH8gVWjsO— Préfecture maritime Manche et mer du Nord (@premarmanche) December 15, 2023
وبهاتين الحادثتين، يرتفع عدد المهاجرين الذين فقدوا حياتهم على الحدود الفرنسية البريطانية هذا العام، إلى 25 مهاجراً. وتعود أحدث المآسي في المنطقة إلى عثور السلطات الفرنسية على جثة رجل ملقاة على شاطئ شمال البلاد، في 4 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، ورجحت التقارير حينها أنه مهاجر غرق ولفظته أمواج البحر. ووقعت حادثة غرق أخرى في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، وأسفرت عن وفاة شخصين، وفقاً للسلطات. وعلم فريق مهاجر نيوز باختفاء مهاجر ثالث صعد على متن القارب ولم يسمع عنه أحد منذ ذلك الحين. وقامت عائلته بإبلاغ الدرك والشرطة، دون العثور على إجابات حتى الآن.
وفي يوم الجمعة الماضي وحده، وصل 292 مهاجرا إلى المملكة المتحدة بعد عبور المانش على متن سبعة قوارب، وفقا لإحصاء صادر عن وزارة الداخلية البريطانية. بينا تمكن قارب واحد من العبور يوم السبت، وعلى متنه 55 مهاجراً.
وقالت المحافظة الشمالية في 4 كانون الأول/ديسمبر، إن حوالي 29 ألف مهاجر عبروا المانش على متن قوارب صغيرة للوصول إلى المملكة المتحدة منذ بداية العام، مقارنة بـ44 ألف مهاجر في الفترة ذاتها من العام الماضي.


