مصر وجهة السوريين للطبابة والسياحة ولقاء الاهل

 

 

 

 

 

تضم مصر بحسب إحصائيات رسمية مليوناً ونصف المليون سوري، قصدوها خلال السنوات الفائتة، بهدف البحث عن ظروف معيشية أفضل بعيداً عن قصف النظام السوري وملاحقاته الأمنية وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

وخلال سنوات وجود السوريين في مصر، أصدرت السلطات العديد من القرارات كان أبرزها إغلاق المطارات أمام الوافدين السوريين إلا لحاملي الموافقات الأمنية، واستمر الأمر لسنوات، إلا أنها عادت وأعطت تسهيلات شملت المقيمين في أوروبا ودول الخليج، حيث فتحت باب الدخول إلى أراضيها دون الحاجة لتأشيرة أو موافقة أمنية.

وعلى إثر ذلك القرار، نشطت حركة وصول السوريين إلى مصر بشكل كبير، وباتوا يقصدونها للطبابة أو الزواج ولقاء الأهل بعد سنوات طويلة من الغربة، وأيضاً للسياحة، على اعتبارها تضم مناطق سياحية كثيرة تطل على البحر الأحمر والأبيض المتوسط.

وبات من الطبيعي في حال ذهبت إلى المطار لاستقبال أحد أقاربك القادمين من أوروبا أو دول الخليج، أن تجد عشرات السوريين ينتظرون أحبابهم، كحال “أم براء”، لاجئة من ريف دمشق تقيم في الإسكندرية، والتي التقت بابنها بعد 10 سنوات من الغربة قضاها في ألمانيا.

 

تقول “أم براء” لموقع تلفزيون سوريا، إن اثنين من أبنائها قصدوا أوروبا قبل 10 سنوات، ولم تكن تتوقع أن تلتقي بهم، ولكن قرار السلطات المصرية بالسماح للسوريين حاملي الجنسية الأوروبية أو جواز السفر السوري إلى جانب إقامة أوروبية أو خليجية، فتح المجال أمامها لتجتمع بهم وبزوجاتهم وأطفالهم مجدداً، حيث وصلوا إلى الأراضي المصرية قبل نحو شهر دون دفع أية تكاليف باستثناء 25 دولاراً أميركياً.

حال “أم براء” كحال نجوى الشامي، المنحدرة من ريف دمشق، حيث اجتمعت أيضًا بابنها وعائلته بعد 9 سنوات من الغربة، وذلك على إثر هذا القرار.

 

الزواج والسياحة هدف للبعض

 

يقصد الكثير من الشباب السوري المقيمين في أوروبا مصر بهدف الخطبة والزواج. يقول “عبد الوهاب”، شاب سوري مقيم في ألمانيا، إن خالته المقيمة في مصر اختارت له عروساً قبل صدور هذا القرار، ولكن بسبب التكاليف والتعقيدات للسفر إلى مصر، ألغى الفكرة. واستطرد: “لكن بعد هذا القرار سافرت إلى مصر لكوني أحمل جواز سفر سورياً وإقامة أوروبية، والتقيت بالفتاة وجهاً لوجه وعقدت قراني في منطقة العبور قرب القاهرة، وسأعود مع نهاية العام الجاري بعد استكمال أوراق لم الشمل، من أجل إقامة حفل الزفاف والسفر مع عروسي إلى ألمانيا”.

أما “رغداء”، المقيمة في هولندا، فقد قصدت مصر من أجل قضاء عطلة نهاية العام مع عائلتها في إحدى فنادق منطقة الغردقة على البحر الأحمر.

اختارت “رغداء” التوجه إلى مصر بعد نصيحة الكثيرين من أقاربها لها، والذين سبقوها إلى “أم الدنيا” وقضوا إجازتهم فيها إلى جانب الأصحاب أو الأهل.

 

لم ترَ “رغداء” والدتها منذ خروجها إلى هولندا في العام 2014، لذلك قررت شراء موافقة أمنية لها بمبلغ 1250 دولاراً على اعتبارها أنها تقيم في سوريا واجتمعت معها في القاهرة، فلا تفضّل “رغداء” السفر إلى سوريا لكونها مطلوبة لأجهزة النظام الأمنية، ومصر الخيار الأفضل بالنسبة لها، حيث تكررت هذه الحادثة مع كثير من السوريين الذين أطلقوا على مصر “ملتقى الأحبة”.

 

الطبابة خيار آخر

 

يتحدث اللاجئون السوريون المقيمون سواء في أوروبا أو دول الخليج، عن ارتفاع أجور العلاج في المشافي والعيادات الخاصة، مقارنةً مع الأسعار في مصر التي تضم نسبة من الأطباء السوريين.

دفع ذلك العديد منهم للتوجه إلى مصر، كما حصل مع “عمار الديراني”، رجل خمسيني يقيم في ألمانيا ويشتكي من آلام في ظهره، حيث يرى بأن “الألمان لا يفهمونه، ولا يستطيعون معالجته” ما دفعه للسفر إلى مصر بصحبة زوجته لمدة أسبوع فقط.

قصد “عمار” أحد الأطباء في مدينة 6 أكتوبر والذي حدّثه أحد أصحابه عن براعته، والأجور القليلة التي يتلقاها، حيث توجه له وتلقى العلاج اللازم.

 

كذلك الحال مع “أم عبادة”، التي جاءت من الإمارات العربية المتحدة، قاصدة طبيب أسنان من منطقتها في ريف دمشق يعمل في العبور قرب القاهرة لإجراء عمل جراحي لزراعة الأسنان.

وأشارت إلى أن كلفة زراعة السن الواحد في الإمارات تبلغ نحو 500 دولار أميركي، في حين كلّفها في مصر نحو 200 دولار، حيث أجرت العمل الجراحي والتقت بشقيقتها التي أبعدتها الغربة عنها لسنوات.

كذلك الأمر مع الشقيقتين “صيفاء” و”شيماء”، اللتين قصدتا مصر قادمتين من ألمانيا من أجل علاج أسنانهما، حيث لفتتا إلى أن الأسعار مرتفعة جداً في ألمانيا مقارنةً مع مصر، وحصولهما على الجنسية الألمانية سهّل دخولهما إلى مصر دون أي إعاقات أو تكاليف مالية إضافية.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى